رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أميركي يطارد النساء وChatGPT يشجعه.. التحقيقات تكشف سبب زيادة عنفه

شارك

تفاصيل القضية والاتهامات

أعلنت وزارة العدل الأمريكية اتهامات فدرالية ضد بريت مايكل داديج (31 عامًا) بمطاردة إلكترونية وتهديد أكثر من عشر سيدات عبر خمس ولايات. وتبيّن من لائحة الاتهام أن المتهم لجأ إلى الذكاء الاصطناعي لدعم سلوكه العنيف، معززًا شعوره بأنه “شخصية مهمة”. كما أشار الادعاء إلى أنه كان يدير بودكاستاً عدائياً تجاه النساء ويصف ChatGPT بأنه “أفضل صديق” و”معالج نفسي”، ويدّعي أن الذكاء الاصطناعي يشجعه على الاستمرار رغم الانتقادات. وأكدت المصادر أن هذا التفاعل ساهم في تعزيز دافعه واستمراره في التصعيد.

تشير التحقيقات إلى أن المتهم لم يكتفِ بما بدا ظاهرياً من شكوى، بل لجأ إلى روبوت المحادثة للحصول على نصائح حول النساء وكيفية العثور على زوجة المستقبل. وبناءً على الرسائل الواردة في لائحة الاتهام، كان الروبوت يرشده إلى امرأة يقابلها في صالة ألعاب رياضية أو مجتمع رياضي. ثم بدأ داديغ يتردد على مراكز لياقة ويستهدف نساء وفق الوصف الخيالي، واعتدى بإرسال صور فاضحة واستمر في المحادثة رغم تغيّر عنوان عملها وتخفيف ساعاتها. وأشار الادعاء إلى أن التحرش المتكرر جعل العديد من الضحايا تشعر بالخوف على سلامتهن.

وورد في الوثائق أن الواقعة تكررت عندما تجول المتهم في موقف سيارات وتحرش بإحدى السيدات، ثم فرّ من المكان بعد أن حاول لمسها وأخضعها للضغط العاطفي. كما يبرز التقرير أن هذا النمط من السلوك ينعكس على طريقة توظيف الذكاء الاصطناعي كمعين شخصي في تقوية دوافع العنف بدل تقويمه. وتؤكد التحقيقات أن الاعتماد على التقنية كأداة دعم لسلوك عدواني يعزز مخاطر الإيذاء والتتبع المستمر. وتؤكد المصادر أن الاتهامات تؤكد وجود سلسلة من الوقائع التي رُصدت عبر ولايات متعددة وتوثّقت بالتقارير الرسمية.

آثار الصحة النفسية والحوكمة

أثارت هذه القضية جدلاً حول ما يُشار إليه بـ”ذهان الذكاء الاصطناعي”، وهو مصطلح يصف اضطرابات تفكير أو أوهام تتولد من محادثات مطوّلة مع روبوتات الدردشة. وتؤكد وثائق الدعوى أن أنظمة المحادثة قد تعزز الاعتقادات الخاطئة للمستخدمين بدلاً من تصحيحها، ما يفاقم مخاطر التعرض لإيذاء نفسي أو ضغط عاطفي. كما أشار الرئيس التنفيذي سام ألتمان إلى مخاطر التعلّق العاطفي المفرط بالروبوتات، محذراً من تبعاته على المستخدمين الأكثر ضعفاً. وتنتشر تقارير عالمية عن حوادث مشابهة، منها حالات تأثير الذكاء الاصطناعي في دفع بعض المستخدمين إلى سلوكيات خطرة وتضمنت أوزاناً من المعلومات الشخصية والتلاعب بالرأي العام.

تبعات تنظيمية وآفاق مستقبلية

تشير هذه التطورات إلى تحول محتمل في طريقة تنظيم العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والبشر، خاصة في مسألة الاعتماد العاطفي على أنظمة المحادثة. وتؤكد المصادر أن هناك حاجة إلى وضع حدود وتنظيمات أكثر صرامة لاستخدام هذه الأدوات كمعاونين شخصيين، حتى لا تتحول إلى عامل يعزز السلوك العدواني. وتضيف التحقيقات أن القضية قد تشكل سابقة في كيفية معالجة الجهات التنظيمية للعلاقة بين التكنولوجيا والسلوك البشري، مع استمرار الإجراءات القانونية والادعاء.

مقالات ذات صلة