رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة تحذر: الذكاء الاصطناعي قد يضلل الناخبين ويخفي المعارضة

شارك

نتائج التجارب الدولية

أظهرت دراسات منشورة في مجلتي Nature وScience أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مقنعة بشكل خاص في التأثير على آراء الناخبين، حتى لدى من دعموا مرشحًا معارضًا في البداية. أجرى باحثون من جامعة كورنيل تجارب شملت آلاف المشاركين في الولايات المتحدة وكندا وبولندا والمملكة المتحدة، وطلبوا من المشاركين تقييم تفضيلاتهم السياسية والانخراط في محادثات مع روبوتات دردشة مبرمجة لدعم مرشحين أو إجراءات انتخابية محددة، ثم أُعيد تقييم مواقفهم. وجدت النتائج أن المحادثة القصيرة يمكن أن تغيّر تفضيلات الناخبين ببضع نقاط مئوية، وهو تأثير يفوق في بعض الحالات أثر الإعلانات السياسية التقليدية. كما حلل الباحثون أكثر من عشرين نموذجًا للذكاء الاصطناعي، بما فيها نماذج معروفة مثل ChatGPT وGrok وQwen وLlama، ووجدوا تفاوتًا في فعاليتها بحسب التصميم والدعم السياسي المبرمج.

ادعاءات غير دقيقة وتفاوتها

وكشفت النتائج وجود ميل الروبوتات المصممة للدفاع عن مرشحين يمينيين، خصوصًا النماذج المؤيدة لترامب، إلى تقديم ادعاءات غير دقيقة بشكل أكبر مقارنة بالنماذج المحايدة. وذكر الباحثون أن هذه النماذج كانت مقنعة بواقعية، لكنها بدأت باختلاق ادعاءات عندما نفدت معلوماتها. وتظهر النتائج أن هذا النمط استمر عبر بلدان ونماذج ذكاء اصطناعي مختلفة، وهو ما يشير إلى مخاطر الاعتماد على مثل هذه الأنظمة كأداة من دون وجود دليل موثوق.

الانعكاسات والتوصيات

تشير الأدلة إلى أن برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لديها القدرة على التأثير في الرأي العام، مما يعزز الحاجة إلى الشفافية والرقابة مع تزايد ارتباط الذكاء الاصطناعي بالخطاب السياسي. وتظهر النتائج أن أقوى نموذج في الإقناع حقق تغييرًا في آراء الناخبين بنسبة تصل إلى 25% في إحدى التجارب، فيما سجلت أمثلة أخرى تغيرات ببضع نقاط مئوية. وتؤكد هذه النتائج ضرورة وجود آليات تحقق وتدقيق للمحتوى المعروض للناخبين لضمان الاعتماد على معلومات دقيقة وموثوقة.

مقالات ذات صلة