تشير المعطيات الطبية إلى أن رؤية الدم المختلط بالبلغم قد تكون ناجمة عن أسباب بسيطة ومؤقتة في بعض الحالات، لكنها أحيانًا مؤشر على مشكلة صحية تحتاج متابعة طبية. يوضح الخبراء أن تكرار السعال أو جفاف الممرات الهوائية يجعل الشعيرات الدموية في الحلق أكثر هشاشة، فتظهر بقع الدم مع البلغم. كما أن وجود دم مع البلغم قد يصاحبه ضيق في التنفس أو ألم في الصدر، ما يستلزم التقييم الطبي المبكر. غالبًا ما يختفي الدم مع تحسن السعال عندما يكون السبب بسيطًا، مثل عدوى سطحية أو جفاف ممرات التنفس.
أسباب الدم مع البلغم الشائعة
تُعد جفاف الممرات الهوائية أحد الأسباب الشائعة لظهور خيوط دموية في البلغم، خاصة عند انخفاض الرطوبة أو حدوث التهاب بسيط في الحلق. يؤدي السعال القوي إلى تمزق الشعيرات الدموية الصغيرة في المناطق المخاطية وبالتالي يظهر الدم بشكل بسيط مع البلغم. كما أن قلة الترطيب والتعرّض للمثيرات الهوائية تزيد من احتمالية حدوث التهيج وظهور الدم أثناء السعال. في الحالات العادية يختفي الدم مع تحسن السعال وتطور التلطف في الحلق خلال أيام قليلة.
قد تكون هناك أسباب أكثر خطورة لوجود دم مع البلغم مثل الالتهاب الرئوي أو العدوى التنفُّسِية العميقة، ومعها يظهر البلغم بلون أصفر أو أخضر غالبًا مع حمى وضيق في التنفس وألم صدري. يجب تشخيص هذه الحالات بدقة لتحديد العلاج المناسب، وعادةً يعتمد العلاج على مضاد حيوي أو تدابير داعمة مثل الأكسجة في الحالات الشديدة. وقد ترتبط بعض الحالات بمشكلات القلب أو بالجَلطة الرئوية، خاصة إذا صاحب الدم أعراض إضافية مثل الألم أثناء التنفس أو التعرق الشديد.
متى يصبح الوضع خطيرًا
يجب التماس العناية الطبية فورًا إذا تكررت الحالة ثلاث مرات أو أكثر خلال يوم واحد، أو كان الدم غزيرًا أو داكن اللون، مع ارتفاع في الحرارة أو زرقة في الشفاه. يطلب الطبيب إجراء فحص أشعة صدر وتحاليل البلغم، وربما اللجوء إلى تنظير الشعب الهوائية لتحديد مصدر النزف غير الواضح. ينبغي التوجه إلى قسم الطوارئ فورًا إذا ظهرت أعراض حادة مثل ألم صدري شديد أو ضيق تنفس شديد أو فقدان الوعي.
عناية ذاتية ودعم الشفاء
يمكن دعم الجهاز التنفسي من خلال الإقلاع عن التدخين وتجنب المهيجات الهوائية والحفاظ على الترطيب المستمر. يوصى بنوم كافٍ وشرب الماء بانتظام وتناول مشروبات دافئة، كما يفيد استخدام العلاجات البسيطة مثل العسل والليمون أو مغلي الزنجبيل للتهدئة. يُعزّز تناول فيتامين C وتغذية متوازنة الشعيرات الدموية ويساعدان على التئام الأنسجة، مع الالتزام بمراجعة الطبيب عند ظهور أي تغيرات في اللون أو الكمية.








