رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أسباب غير متوقعة لحصوات الكلى بخلاف قلة شرب الماء

شارك

يؤكد الدكتور أرجون سابهاروال أن حصوات الكلى لا تنشأ فقط عن قلة شرب الماء، بل عن مجموعة عوامل أيضية وغذائية ووراثية وطبية. أشار في مقطع مصوّر إلى أن قلة الماء ترفع تركيز البول وتزيد الخطر، لكنها ليست السبب الوحيد. كما أشار إلى أن التقييم الشامل، بما في ذلك فحص بول لمدة 24 ساعة، يساعد في تحديد السبب الحقيقي عند تكرار الحصوات. وعند استمرار تكون الحصوات، يجب البحث عن السبب الجذري بدلاً من الاكتفاء بزيادة كمية الماء.

أسباب رئيسية خارج قلة الماء

ارتفاع نسبة الكالسيوم في البول، وهو فرط كالسيوم البول، يصيب نحو 30-60% من المصابين بحصوات الكلى. وتفرز الكلى الكالسيوم أو يمتص الجسم كميات كبيرة منه من الطعام، ما يؤدي إلى تكون بلورات أكسالات أو فوسفات الكالسيوم التي تتضخم وتكوّن الحصوات. وتُظهر الدراسات أن هذه الاختلالات تسبب فرط تشبع البول حتى مع شرب الماء الكافي، وتقلل أدوية الثيازيدات من إنتاج الكالسيوم في البول.

ارتفاع نسبة الأوكسالات في البول يأتي من أطعمة مثل السبانخ والمكسرات والشوكولاتة، أو من الإفراط في مكملات فيتامين سي. ويرتبط ارتفاع الأوكسالات بتكوين حصوات أكسالات الكالسيوم، وهي الأكثر شيوعًا. وتؤدي اضطرابات الأمعاء ونقص البكتيريا المفيدة إلى زيادة امتصاص الأوكسالات بما يصل إلى 10-50%، حتى في وجود حالات وراثية نادرة من فرط الأوكسالات.

انخفاض سترات البول يعمل كحماية طبيعية من تكوّن الحصوات، ويتواجد نقصه لدى نحو 20-60% من المرضى. وتتعدد أسبابه بين الإسهال المستمر وزيادة البروتين الحيواني ونقص البوتاسيوم والعدوى، وتؤدي هذه العوامل إلى نمو الحصوات وتكرارها خصوصًا مع البول الحمضي الناتج عن ممارسة الرياضة أو تناول بعض الأدوية. وتوضح الدراسات أن انخفاض السترات مرتبط بزيادة تكرار الإصابة حتى في حالات الجفاف.

ارتفاع حمض اليوريك يشكل حصوات حمضية في نحو 5-10% من الحالات، ويرتبط عادة بتناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والنقرس. كما أن ارتفاع الحمض يقلل من درجة حموضة البول ويشجع تكوّن حصوات أكسالات الكالسيوم، وتدعم متلازمة الأيض هذا الأمر عبر مقاومة الأنسولين. وتؤكد مراجعات NEJM أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبورينات تزيد الخطر بمقدار 2-3 مرات، وللوقاية يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم وإضافة الخضراوات لتحقيق توازن غذائي.

تناول كميات كبيرة من الملح والبروتين الحيواني يرفع نسبة الكالسيوم في البول. لذلك يوصى بأن يكون الاستهلاك اليومي للصوديوم أقل من 2300 ملغ، وأن يتم تناول 1000-1200 ملغ من الكالسيوم يوميًا من الغذاء مع الوجبات، وليس من المكملات الغذائية، لأن زيادة فيتامين C قد تتحول إلى أوكسالات. وتبين الدراسات أن هذه التغيرات الغذائية قد تسبب حصوات تفوق أثر الجفاف، لذا يجب الانتباه إلى كمية الصوديوم وتناول الكالسيوم مع الطعام.

تلعب الحالات الطبية والجينات دورًا رئيسيًا في تغيرات البول الكيميائية التي تزيد احتمال تكون الحصوات، خاصة مع السمنة والسكري والنقرس ومشكلات الغدة الدرقية وداء الأمعاء الالتهابي والتهابات المسالك البولية. كما أن التاريخ العائلي يزيد احتمالية الإصابة بمقدار مرتين ونصف، اعتمادًا على جينات مثل فرط كالسيوم البول. وتُشير المصادر إلى أن أدوية مثل المدرّات البولية والتوبيرامات وبعض مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم قد تساهم في تكون حصوات الكلى.

أعراض حصوات الكلى

تشير الأعراض إلى ألم حاد في الظهر أو الجنب غالبًا، قد يأتي مصحوبًا بتغيرات شديدة في المنطقة المصابة. كما يظهر دم في البول نتيجة نزف من المسالك البولية. وفي حالات انسداد مجرى البول، قد يعاني المريض من الغثيان والاضطراب المعوي المصاحب للألم الشديد.

مقالات ذات صلة