تشير الدراسات إلى أن مرحلة المراهقة هي إحدى أكثر فترات الحياة حساسية وتطلب توازنًا عاطفيًا مستمرًا. تتقلب فيها المشاعر وتتشكل فيها الهوية مع تغيّر النظرة إلى العالم، ما يجعل الذكاء العاطفي مهارة أساسية يسعى الأهل والمعلمون إلى تنميتها. لا يولد هذا الذكاء مع الإنسان؛ فهو مهارة تُكتسب عبر التدريب والممارسة اليومية.
التحدث عن العواطف
تؤكد الأسرة أهمية الحوار المفتوح حول العواطف داخل البيت ليصير التعبير عن المشاعر أمرًا طبيعياً وآمنًا. وتوضح أن التعبير عن المشاعر يعتبر خطوة أولى نحو النضج والوعي الذاتي، مما يساعد المراهق على فهم نفسه بشكل أوضح وتقبل مشاعره كما هي. ويجب على الوالدين تجنّب كبت العواطف أو الحكم عليها، وتوفير مساحة للمراهق ليعبر دون انتقاد.
الوعي الذاتي
يكتشف المراهق أسباب مشاعره عندما يحددها ويستطيع التنبؤ بالمواقف التي تثيرها. يعد هذا الوعي الأساس الحقيقي للذكاء العاطفي، فهو يمكّنه من التعبير بشكل مدروس قبل أن يسيطر عليه التوتر. يساعد الأهل المراهق في تسمية مشاعره مثل التوتر قبل الامتحان أو الانزعاج من الحديث أمام الآخرين.
إدارة المشاعر
تزداد قدرة المراهق على إدارة مشاعره بذكاء بعد تعرّفه علىها. ورغم احتمال ظهور مشاعر قوية كالغضب أو الخوف، يتضح الفرق في اختيار أساليب التعبير المناسبة التي تقود إلى تقليل الأذى. ويجد بعض المراهقين في الرياضة أو الرسم أو الاستماع للموسيقى وسيلة تساعدهم في تخفيف التوتر.
الإصغاء والتعاطف
يعزز الذكاء العاطفي قدرة المراهق على فهم نفسه وفهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم. ويعلم الأهل أن الإصغاء الفعّال هو أساس التعاطف، فيستمع المراهق للآخرين دون مقاطعة قبل تقديم النصائح. ويساعد هذا الأسلوب في زيادة قدرته على التعامل مع مشكلات الآخرين وتقديم دعم مناسب.








