تصيب تشنجات الساق الليلية كثيرين وتسبب ألمًا حادًا يوقظ النوم. وليست هذه التشنجات مجرد انقباض عضلي عابر بل هي إشارة إلى اضطراب في عمل العضلات أو الأعصاب. وقد تتكرر أحيانًا وتعيق الأنشطة اليومية وجودة النوم إذا لم يتم التعامل معها ومواءمة نمط الحياة.
أسباب التشنجات الليلية
تكمن الأسباب المحفّزة في مجموعة من العوامل، رغم أن السبب المباشر غير معروف في كثير من الحالات. نقص المعادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم يشارك في انقباض العضلات واسترخائها بشكل غير منتظم. الجفاف وقلة شرب الماء يعكّران توازن الأملاح في خلايا العضلات، ما يزيد احتمال حدوث التشنجات. كما ترتبط العوامل بوجود أمراض مزمنة مثل السكري وقصور الكلى ومشكلات الغدة الدرقية وضعف الدورة الدموية الطرفية، إضافة إلى الإرهاق الناتج عن الجهد والجلوس الطويل.
الأعراض
أبرز أعراض التشنج الليلي هو ألم مفاجئ وشديد في عضلة الساق يوقظ المصاب من نومه. قد يشعر الشخص بأن العضلة مشدودة أو متصلبة، وتظهر ككتلة صلبة تحت الجلد أحياناً. تستمر الانقباضات عادة من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق، وتترك وراءها شعوراً بالتيبّس وألم خفيف. وفي بعض الحالات، قد يستمر الألم الخفيف أو الإحساس بالشّد لساعات بعد انتهاء التشنج.
التشخيص
لا عادة لا يتطلب التشخيص فحوصات معقدة، بل يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي والفحص السريري. في بعض الحالات قد تُطلب تحاليل دم للمعادن أو تصوير بالرنين المغناطيسي إذا كان هناك اشتباه بضغط على الأعصاب. الهدف من التقييم هو التأكد من أن التشنجات ليست عرضاً لمرض مثل تضيق الشرايين أو اضطراب الأعصاب الطرفية.
طرق العلاج وتخفيف الألم
يمكن علاج معظم التشنجات المنزلية دون أدوية وتستجيب بسرعة إلى إجراءات بسيطة. وتُشمل الإجراءات التمديد اللطيف للعضلة، وتدليكها، واستخدام كمادات دافئة لتخفيف التوتر أو كمادات باردة لتخفيف الألم الحاد، والمشي لبضع دقائق بعد التشنج، وشرب الماء أو محلول يحتوي أملاح عند وجود علامات الجفاف. في الحالات المزمنة قد يوصي الطبيب بمكملات المغنيسيوم أو البوتاسيوم تحت إشرافه، أو اتباع برنامج تدريبي لمرونة العضلات. يجب مراجعة الطبيب إذا تكررت التشنجات بشكل متكرر أو رافقها علامات مرضية أخرى.
الوقاية من التشنجات الليلية
للوقاية من التشنجات الليلية ينصح بممارسة تمارين الإطالة للساقين قبل النوم. كما تساعد وجبات غنية بالمعادن مثل الموز والعدس والمكسرات والبطاطا الحلوة في دعم توازن المعادن في الجسم واتباع نظام ترطيب كافٍ عبر شرب الماء بانتظام. كما يُنصح بارتداء أحذية مريحة وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة مع الحرص على وضع نوم مريح وتجنب ثني القدمين أثناء الليل. وفي حال التكرار يجب مراجعة الطبيب لتقييم الأدوية ومستويات المعادن في الدم.








