أوضح تقرير أمني عالمي أن الدارك ويب تحول بحلول عام 2025 إلى منظومة ضخمة تعمل تحت سطح الإنترنت التقليدي وتخضع لإطار تنظيمي خاص بها. تشترك فيها ملايين المستخدمين وتعرض منصاتها مستويات من إخفاء الهوية وتسهّل العمليات التجارية بشكل يصعب رصدها. تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 17 مليون مستخدم عالميًا وصلوا إلى خدمات هذا العالم في الربع الأول من 2025. وتبلغ الإيرادات السنوية للسوق أكثر من 3.2 مليار دولار، بينما يبلغ متوسط عمر السوق نحو 7.5 أشهر بسبب ظهور بدائل جديدة كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
تحول العملة والاقتصاد المظلم
شهد عام 2025 تحولاً كبيراً في استخدام العملات الرقمية على المنصات المظلمة، حيث بلغت حصة معاملات مونيرو نحو 60% من الإجمالي مقابل نحو 30% للبيتكوين. أصبح استخدام أدوات إخفاء الهوية المالية مثل الـMixers أمراً أساسياً في حركة الأموال، وارتفع متوسط قيمة المعاملة إلى نحو 624 دولاراً. كما أصبح الاعتماد على محافظ مجهولة المصدر يصعب تعقبها بشكل واضح. علاوة على ذلك، يظهر التصنيف أن مشاركة الملفات غير القانونية تشكل 29% من الأنشطة، وتليها البيانات المسربة بنسبة 28% ثم الاحتيال المالي بنسبة 12%، بينما يظل تداول الأسلحة منخفضاً.
الآثار الأمنية والاستجابة الدولية
أظهرت المعطيات أن الأجهزة الأمنية نجحت في إسقاط ستة أسواق رئيسية خلال الأشهر الأخيرة واعتقال أكثر من 200 شخص. كما صُودرت محافظ رقمية تضم آلاف العملات المشفرة وتوقفت معاملات قيمتها الإجمالية بنحو 200 مليون دولار. وتعززت إجراءات التعاون الدولي بين جهات إنفاذ القانون، وتطورت أدوات تعتمد على تحليل سلاسل الكتل والذكاء الاصطناعي لتعقب الأنشطة المشبوهة.
آثار واسعة على حركة الإنترنت والبيانات
وتبقى مساهمة الدارك ويب في حركة الإنترنت العالمية متمركزة عند نحو 6.5%، مع وصول عدد اتصالات شبكة Tor يوميًا إلى نحو 12 مليون اتصال. وتسجل الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا أعلى نسب الاستخدام، مع وجود نشاط مركّز في مدن محددة. كذلك شهدت 2025 تسريبات كبيرة شملت بيانات ملايين المستخدمين من مؤسسات صحية وتجارية وحكومية، وأدى ذلك إلى ارتفاع متوسط سعر قاعدة البيانات إلى نحو 130 دولارًا لكل ألف سجل. كما أظهرت نماذج اشتراك شهري تتيح الوصول المستمر للمعلومات الحديثة، وتربط اقتصادًا ناشئًا بالذكاء الاصطناعي عبر أدوات توليد المحتوى وتزوير الهوية الرقمية.








