رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ارتفاع أسعار الرامات: الأسباب وموعد انتهاء الأزمة

شارك

تشهد الأسواق العالمية أزمة غير مسبوقة في أسعار الرامات وذاكرة الوصول العشوائي، حيث تسجل الأسعار ارتفاعاً حاداً في الأسابيع الأخيرة نتيجة تحول القدرات التصنيعية نحو شرائح عالية النطاق الترددي المخصصة لخوادم الذكاء الاصطناعي. وتوجهت شركات التصنيع جزءاً كبيراً من خطوط إنتاجها إلى إنتاج ذواكر HBМ، مما أدى إلى نقص واضح في المعروض من الذاكرة التقليدية وارتفاع الأسعار بشكل ملموس خلال فترات وجيزة. وتؤكد بيانات السوق أن عقد شهر ديسمبر شهد ارتفاعات تراوحت بين 80% و100% لشرائح DRAM متعددة. ويمضي المحللون في توقع أن تستمر الأزمة لسنوات عدة بسبب طول دورة بناء مصانع جديدة وتزايد الطلب من تطبيقات AI، وهو ما يجعل التوفير للمستهلكين محدوداً على المدى القريب.

ارتفاعات قياسية في أسعار الرامات

وفقاً لتصريحات المدير العام لشركة TeamGroup، تضاعفت أسعار منتجات DRAM وNAND تقريباً خلال الشهور الماضية. وتظهر بيانات DRAMeXchange أن عقود ديسمبر شهدت ارتفاعات تراوحت بين 80% و100% لشرائح ذاكرة مختلفة. وعلى صعيد الأسعار التفصيلية لشريحة DDR5 بسعة 16 جيجابايت، ارتفع سعرها من 6.84 دولار في سبتمبر إلى 24.83 دولار في نوفمبر، ثم بلغ 27.2 دولار في بداية ديسمبر. وتُقدّر التكلفة الإجمالية لشراء وحدة ذاكرة 16 جيجابايت بين 225 و228 دولاراً قبل إضافة الضرائب واللوجستيات وهامش الشركات.

أسباب ارتفاع أسعار الرامات

توجهت شركات تصنيع الذاكرة إلى تخصيص جزء كبير من خطوط الإنتاج لتلبية الطلب المرتفع على ذواكر HBM المخصصة لخوادم الذكاء الاصطناعي، مما قلّص الطاقة الإنتاجية للرامات التقليدية وأدى إلى نقص في المعروض في الأسواق. وتضيف البيانات أن الطلب من شركات كبرى مثل AWS وGoogle وMicrosoft يحجز جزءاً من التوريدات لسنوات مقدماً، ما يعزز القيود على الإمداد للمستهلكين. وتؤدي هذه العوامل معاً إلى ارتفاع الأسعار وتقلّص قدرة المستهلكين على شراء الرامات بنفس الأسعار السابقة. وتبقى التوقعات بأن الأزمة ستستمر طالما ظل الطلب القوي والتحديات في إنشاء مصانع جديدة وتوسعات الإنتاج قائمة.

متى قد تنتهي الأزمة؟

تشير تقديرات TeamGroup إلى أن مخزونات الموزعين ستنفد خلال الربعين الأول والثاني من عام 2026، ثم قد يصعب الحصول على شحنات من الذاكرة التقليدية حتى مع ارتفاع الأسعار. ويرجح الخبراء أن ضياع الفرصة في الأسواق سيستمر حتى نهاية 2027 وربما يمتد إلى 2028، خاصة أن إنشاء مصنع جديد لإنتاج الذاكرة يستغرق ثلاث سنوات على الأقل. وبناءً على ذلك، فإن أي توسعات إنتاجية جديدة ستدخل الخدمة في 2029 على أقصى تقدير.

انعكاسات على المستهلكين

ستظهر انعكاسات الأزمة مباشرة في أسعار أجهزة الكمبيوتر والهواتف خلال الفترة المقبلة بسبب ارتفاع تكلفة المكونات الأساسية، كما صارت ترقية RAM إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية أكثر تكلفة من السابق. ويشير المحللون إلى أن التخفيضات الموسمية قد تكون آخر فرصة للمستهلكين لشراء الذاكرة بأسعار أقرب إلى المستويات السابقة قبل موجة ارتفاع جديدة. وتتضاعف الأسعار بشكل يحول دون عمليات الترقية السهلة للمستخدمين العاديين، خاصة بالنسبة للوحدات من فئة DDR5 بسعات كبيرة.

مقالات ذات صلة