رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيف يؤثر محتوى الذكاء الاصطناعي على نفسيتنا؟ خطر خفي

شارك

تشير دكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارية الصحة النفسية، إلى أن موجة واسعة من المقاطع المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي انتشرت بشكل لافت وتظهر كأنها لقطات واقعية رغم أنها مشاهد خيالية. وتلاحظ أن بعض هذه المقاطع تحمل طابعًا عاطفيًا قويًا وتعرض مشاهد مثل دعاء على الأب أو مشاهد تجمع بين الواقع والخيال بشكل غير تقليدي. وقد تؤثر هذه المقاطع في المزاج والمشاعر بشكل يخرج عن نطاق المتابعة السطحية، وهو ما يُشار إليه بأنه خطر خفي.

انتشار مقاطع الذكاء الاصطناعي

وتؤكد الاستشارية أن تأثيرها يتجاوز التسلية ليشمل الصحة النفسية للمشاهد بشكل قد لا يدركه كثيرون بسرعة. وتشير إلى أن هذه النوعية من المحتوى تحمل رسائل حساسة تخص الأسرة والعلاقات الإنسانية، مما يجعل أثرها يتجاوز حدود الإعجاب بالمشهد. ومع تكرار المشاهدة، قد يواجه المتابعون صعوبات في التفكير أو مواجهة مقارنة غير واقعية تؤدي إلى ضغوط نفسية.

تأثير الأطفال والمراهقين

تؤكد الدكتورة أن الأطفال والمراهقين يتأثرون بشكل أقوى بهذه المقاطع، فحتى عندما تكون المشاهد خيالية تبدو شبه حقيقية أمام أعينهم. هذا الخلط بين الواقع والخيال قد يكوّن لديها لديهم مفاهيم غير سليمة عن العلاقات الأسرية أو مفهوم الأمان العاطفي. وبسبب تكرار المشاهد، قد يزداد لديهم القلق والتوتر وتظهر عليهم تغيرات سلوكية أو نمط نوم مضطرب.

التأثير على البالغين

تذكر استشارية الصحة النفسية أن المحتوى العاطفي المبالغ فيه قد يسبب قلقًا أو إرهاقًا نفسيًا، خاصة عندما يتناول مشاعر الذنب أو المقارنة بالحياة الشخصية. وقد يؤدي تكرار المشاهدة إلى فجوة بين ما يشاهده الفرد وبين واقعه اليومي، ما يؤثر في نظرته للعلاقات الإنسانية. وبمرور الوقت قد يعاني الشخص من إرهاب نفسي وتوتر مستمر.

الانفصال عن الواقع

أشارت المصادر إلى أن انتشار هذا النوع من المقاطع يجعل بعض الأفراد يبنون عالماً وهمياً من المشاهد المثالية والدعوات المؤثرة، فيبتعدون تدريجيًا عن واقعهم. ويتزايد القلق الاجتماعي مع هذا الانفصال وتزداد مشاعر الارتباك حيال الحياة اليومية. وفي أسوأ الحالات قد يظهر أثره في ارتفاع معدلات الاكتئاب وتفاقم مخاطر الانتحار نتيجة فقدان الارتباط بالواقع.

مقالات ذات صلة