يؤكد خبراء التجميل أن المواد القابلة للحقن المستخدمة في الإجراءات التجميلية قد تسبب انسداداً في الأوعية الدموية. كما يُشير العلماء إلى أن انسداد أحد الشرايين الناتج عن هذه المواد قد يبطئ تدفق الدم ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. وتوضح الدراسات الحديثة أن تقنية الموجات فوق الصوتية يمكن من خلالها الكشف المبكر عن الانسدادات وتوجيه العلاج بما يساعد في منع التلف الدائم.
أجرى فريق من الباحثين تحليل بيانات 100 مريض من ستة مواقع مختلفة عانوا من مضاعفات وعائية بعد حقن حشو حمض الهيالورونيك. وجمعت فرق الدراسة البيانات بين مايو 2022 وأبريل 2025. وأظهر التحليل أن الموجات فوق الصوتية دوبلر نجحت في الكشف عن الانسدادات الوعائية التي توقف تدفق الدم. وإذا لم يتدخل الأطباء لعلاج هذه الحالة بسرعة، فقد يسبب الألم وتلفاً في الجلد وندوباً، وفي الحالات الشديدة قد يصل إلى فقدان البصر أو السكتة الدماغية.
المناطق الأكثر عرضة للخطر
أظهر التحليل أن أكثر من 40% من المرضى كانت لديهم انسدادات في الأوعية المثقبة وهي أوعية صغيرة تربط بين الشبكات الدموية، بينما كان لدى 35% منهم شرايين وجهية رئيسية لم يظهر بها تدفق الدم. وحدّدت الدراسة منطقة الأنف كأكثر المناطق عرضة للخطر بسبب امتداد الشريان الأنفي الجانبي الطويل على جانب الأنف الذي يغذي الشرايين الكبرى المؤدية إلى العين والدماغ. ويشير الأطباء إلى أن انسداداً و عائياً بعد حقن الفيلر يمكن أن يؤدي إلى نخر الجلد وفقدان الأنسجة وحتى العمى في أسوأ الأحوال. ويقول الدكتور أنتوني بيرليت إن انسداد الشرايين الهامة يشكل مخاطر كبيرة تتطلب استجابة سريعة لمنع التلف.
الوقاية من خطر الانسدادات
يؤكد الدكتور صموئيل جولبانيان أن اختيار طبيب متخصص ومرخص واستخدام التقنيات الصحيحة يجعل احتمال حدوث انسداد الأوعية أقل من 1%. ويشير الخبراء إلى أن الاعتماد على مدربين غير مؤهلين أو أساليب خاطئة قد يرفع معدل المضاعفات بشكل كبير، ويتراوح بين 10% و20%. واقترحت الدراسات دمج الموجات فوق الصوتية أثناء الحقن كإجراء وقائي، وذلك للمساعدة في منع الإصابات الوعائية وتوفير استجابة أسرع وآمنة للحالات الطارئة. وينبغي أن تكون هذه التقنية جزءاً من الرعاية في نقطة الرعاية أو كدعامة لقرارات العلاج الإنقاذي.








