رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

إشارات روائح النفس والبول لحالات خطيرة.. استشر الطبيب فورا

شارك

تشير الدلائل الطبية إلى أن رائحة الجسم جزءٌ طبيعي من هوية الإنسان وتظهر أحياناً نتيجة مجهود بدني أو تعب يوم طويل أو توتر. يشرح الأطباء أن الجسم يفرز مركبات كيميائية ذات روائح مختلفة بشكل اعتيادي، وأن أي تغير مفاجئ في هذه الروائح يستدعي الانتباه. لا يعني وجود رائحة غير مألوفة تلقائياً وجود مشكلة خطيرة، لكن المتابعة والتقييم ضروريان لمعرفة السبب.

متى تصبح رائحة الجسم غير طبيعية؟

يمكن أن يظهر التغير المفاجئ في الرائحة في مناطق محددة مثل الإبطين والأعضاء التناسلية والقدمين والفم والحلق وسرة البطن. كما قد يطرأ تغير في رائحة البول أحياناً، وتتنوع الروائح من حادٍّ وكريهٍ ونافذٍ إلى حلوٍ في بعض الحالات. قد يصاحب ذلك أعراض أخرى مثل احمرار الجلد أو الطفح أو الحكة أو تغير في لون المنطقة المصابة. لا يعني وجود رائحة غير عادية دوماً وجود مرض خطير، ولكنه مؤشر يستدعي استشارة الطبيب لتحديد السبب.

الأسباب المحتملة لتغيّر رائحة الجسم

تشير الدراسات إلى أن تغيّر الرائحة قد يعود لعوامل بيئية وتغير في النظام الغذائي وأدوية تؤثر في رائحة الجسم. كما أن التغيرات الهرمونية ومرحلة البلوغ لدى المراهقين قد تترك آثاراً رائحة مؤقتة. قد تكون هناك أمراض خطيرة مثل السكري والسرطان مرتبطة بتغير الرائحة في بعض الحالات. ليس كل تغير في الرائحة مخيفاً، لكن بعض الروائح قد تكون ناقوس خطر يستدعي فحصاً طبياً سريعاً.

مرض السكري ورائحة الجسم

يعتبر الأطباء أن السكري من الحالات التي قد تغيّر رائحة الجسم بشكل ملحوظ. عندما تعجز آلية استخدام الأنسولين عن تنظيم السكر في الدم، تتكوّن كيتونات تتراكم في الدم والبول وتسبب رائحة فم تشبه الفاكهة. يرافق ذلك العطش الشديد والتبول المتكرر والضعف العام والغثيان. هذه الإشارات تستدعي التدخل الطبي الفوري لتجنب مضاعفات خطيرة.

السرطان ورائحة الجسم

يؤكد الأطباء أن بعض مرضى السرطان، خاصة في المراحل المتقدمة، قد يعانون من روائح كريهة مرتبطة بجروح جلدية نتيجة التقرحات أو إفرازات ورمية. كما تشير بعض النساء المصابات بأورام نسائية إلى وجود إفرازات ذات رائحة قوية نتيجة تفاعلات كيميائية ومركبات يفرزها الورم. ولا تعتبر هذه الروائح دليلاً قاطعاً على وجود السرطان، لكنها علامة تستدعي الفحص الطبي والمتابعة. تظل الروائح غير مؤكدة الدلالة وليست ثابتة على وجود المرض، لكنها تستحق التقييم عند ظهورها.

رائحة الجسم والخرف

لا يسبب الخرف رائحة جسم مباشرة، لكن قد يكون فقدان حاسة الشم علامة مبكرة على المرض. وتُعدّ تراجع القدرة على تمييز الروائح أحد المؤشرات التي تسبق فقدان الذاكرة. كما أن تدهور المناطق الدماغية المسؤولة عن الشم، مثل البصلة الشمية والقشرة الشمية الداخلية، يجعل المصاب أكثر عرضة لتراكم الأوساخ والروائح غير المرغوبة مع مرور الوقت. وتؤكد هذه الروابط غير المباشرة أن الرائحة ليست دليلاً كافياً بذاتها، لكنها جزء من الصورة الشاملة للمرض وضروري متابعة الشكوك الطبية عند وجودها.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث تغير مفاجئ وقوي في الرائحة دون سبب واضح وتواصلها لأكثر من أسبوعين. كما يستدعي الأمر تقييم الحالة عند ظهور أعراض مصاحبة مثل حمى أو إفرازات غير طبيعية أو فقدان وزن أو ألم أو عطش شديد. ورائحة النفس التي تشبه الفاكهة قد تكون علامة الحماض الكيتوني السكري وتتطلب رعاية طبية فورية. كما تستدعي أي روائح مصاحبة لجروح لا تلتئم فحصاً طبياً عاجلاً وتقييماً طبياً شاملاً.

مقالات ذات صلة