تشير الدراسات إلى أن انسداد الجيوب الأنفية المزمن قد يكون جزءاً من نمط الحياة العصري، ولكنه أحياناً يكشف عن مشكلة أعمق. في بعض الحالات لا يسبب الاحتقان ألمًا حادًا ولا أعراض خطيرة، وقد يمر التغير بدون ملاحظة. مع مرور الوقت يتغير الضغط داخل الجيوب وتتغير بنية العظام أسفل العين تدريجيًا نتيجة امتصاص الهواء المحبوس وتراجع الدعم العظمي. يلاحظ أن الاحتقان أحيانًا يظهر كإشارة بسيطة تتغير مع الزمن لكنها تعكس تغير بنية الوجه وراءها.
أسباب ومظاهر متلازمة الجيوب الأنفية الصامتة
توضح أسباب متلازمة الجيوب الأنفية الصامتة أن الانسداد المزمن هو السبب الرئيسي، وقد يسد الالتهاب أو الزوائد الأنفية الفتحة الصغيرة التي تسمح للجيوب بالتنفس. عند انسدادها، يمتص الهواء داخل الجيب وتظهر ضغوط سلبية تدفعه نحو الانكماش تدريجيًا. يكتشف الأطباء هذه المتلازمة عادة من خلال فحص أخصائي الأنف والأذن والحنجرة والتصوير المقطعي الذي يبرز تغيرات في بنية الجيوب وتناسب الوجه.
علامات خفية
تشير العلامات الخفية إلى ملامح مميزة قد تقود إلى تشخيص مبكر. تشمل عيوناً غائرة وتدلّي الجفنين وشعوراً بثقل في جانب واحد من الوجه. قد يظهر تفاوت في مظهر الوجه عند التصوير ووجود ضغط عرضي مستمر لا يزول.
التشخيص والعلاج
يحدد أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وجود عدم تناسق في جانب واحد من الوجه واحتقان مستمر وتفاوت موضع العين من خلال الفحص السريري. عادةً ما يتم تأكيد الحالة بالتصوير المقطعي الذي يظهر تغيرات في تجاويف الجيوب وغياب الهواء بشكل صحيح في أحد الجيوب. كما يقيّم الفريق التأثير على الرؤية وتوازن الوجه للمساعدة في التخطيط للعلاج.
يُجرى العلاج عبر جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار، وهي إجراء وظيفي يهدف إلى إعادة فتح الجيب المسدود ليعود تدفق الهواء بشكل طبيعي. عند تحريك عظمة أسفل العين، تساهم عملية إعادة البناء الصغيرة في استعادة التناسق وحماية الرؤية. تعتبر هذه الجراحة إجراءً بسيطاً نسبياً ضمن جراحة الأنف والأذن والحنجرة وتؤدي إلى تحسن ملحوظ في الأعراض وتوازن الوجه.








