رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لماذا يصعب اكتشاف الاكتئاب عند الرجال؟ يوضح استشاري نفسي

شارك

تؤكد الدراسات أن الصحة النفسية جزء أساسي من الصحة العامة، لكن الرجال غالباً ما يهملونها بسبب الوصمة والتوقعات الاجتماعية. وتنتج عن ذلك صراعات صامتة تؤثر في حياتهم وتؤدي إلى مخاطر صحية ونفسية محتملة. وتشير الأبحاث إلى أن الضغوط في العمل والأسرة تزيد من احتمال الإصابة بالاكتئاب والقلق لدى الرجال. وللوقاية من تفاقم الحالات، يصبح التوعية المبكرة والدعم المهني خياراً ضرورياً ليساعدهم على التماس العون قبل تفاقم الأعراض.

فهم الصراعات الصامتة للرجال

يعاني الرجال في كثير من الأحيان من صمت حيال مشاعرهم خوفاً من الوصمة الاجتماعية، ما يجعل البحث عن المساعدة أمراً صعباً. عند وجود اضطرابات مثل الاكتئاب أو القلق، قد يظهر على شكل غضب أو انفعال أو انسحاب بدلاً من الحزن الواضح. يبرز الدكتور جوبال بهاتيا أن الصحة النفسية بين الجوانب الأكثر إهمالاً، حيث تشجع الأعراف الاجتماعية على كبت التفاصيل العاطفية. هذا التأخير في التشخيص والعلاج يضاعف المخاطر ويزيد من العواقب السلبية على الحياة اليومية.

أشكال الاكتئاب والقلق وكيف تبدو عند الرجال

الاكتئاب عند الرجال ليس دائماً متمثلاً في حزن ظاهر بل قد يظهر كغضب أو توتر أو انسحاب اجتماعي، وبهذا قد لا يعتد المجتمع بوجوده. تُظهر الدراسات أن الرجال قد يعبرون عن الاكتئاب من خلال الانفعال أو تقلب المزاج بدلاً من الحزن التقليدي، مما يجعل تشخيصه صعباً. القلق عند الرجال يظهر غالباً كضغوط داخلية تدفعهم إلى بذل جهد إضافي لإظهار القوة وعدم الضعف. إذا تُركت هذه الحالات بلا علاج، فإنها قد تقود إلى مشكلات خطيرة مثل اضطرابات النوم وتدهور العلاقات والتفكير الانتحاري.

خطوات عملية للمساعدة

ابدأ بحوارات صريحة حول الصحة النفسية داخل العائلة ومحيط الأصدقاء للتخفيف من الوصمة وتشجيع طلب الدعم مبكراً. اعتمد فحوصات وتقييمات في العيادات، مع سؤال المهنيين عن الانفعال وتغيرات النوم والتوتر بشكل تعاطفي ومفتوح. نفّذ برامج صحية للصحة النفسية في مكان العمل وتضمن تحقيق التوازن بين الإنتاجية والرفاهية. بنِ روتيناً يومياً يشمل ممارسة الرياضة والنوم الكافي وقليلًا من الوقت للراحة الذهنية مثل التأمل أو التنفس العميق.

سيطر على التوتر بشكل استباقي باستخدام اليقظة الذهنية وتدوين المذكرات وممارسة العلاج النفسي حسب الحاجة، وتحدث إلى الأصدقاء أو العائلة أو مستشار نفسي عند اللزوم. تجنب اللجوء إلى العلاج الذاتي عندما تستخدم أدوية مهدئة أو منومة دون إشراف طبي، واطلب المساعدة المهنية. احرص على ربط الصحة النفسية بالصحة الجسدية بمراقبة أمراض مزمنة مثل السكري وتعامل مع الصحة النفسية بجدية. إن الانفتاح على الدعم المهني والحوارات المستمرة هو السبيل لتخفيف العزلة وتحسين جودة الحياة.

في الختام، تعتبر العناية بالصحة النفسية خطوة ضرورية لتعزيز جودة الحياة وتقليل المخاطر المرتبطة بالضغوط الاجتماعية. يشير الخبراء إلى أن التوعية بالمشاكل النفسية وفتح قنوات التواصل يسهمان في اكتشاف المشكلات مبكرًا وتلقي العلاج المناسب. تظل الاستشارة المهنية والدعم الأسري والبيئة العملية الداعمة عوامل رئيسية في تحقيق الاستمرارية والشفاء. كما أن الارتباط بين الصحة الجسدية والنفسية يساعد في الوقاية من المضاعفات ويرسخ أساليب التعايش الصحية على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة