تشهد بلدة زيرمات في جبال الألب السويسرية ارتفاعاً كبيراً في النشاط السياحي خلال أشهر الشتاء. يزداد عدد سكانها المؤقت من نحو 6000 نسمة إلى نحو 40 ألفاً مع توافد الزوار والمتنزهين. يفرض هذا الارتفاع تحديات في توفير سكن ميسور التكلفة للزوار والعمال المحليين، ما يجعل البحث عن مساكن مناسبة أمراً صعباً. وتواجه البلدة ضغوط إضافية فيما يخص توفير الخدمات وتلبية الطلب المتنامي من قطاعات الضيافة والانتقالات الكهربائية.
تفاصيل المشروع وتمويله المحتمل
يكشف مشروع هاينز جولين أن ناطحة سحاب بارتفاع 260 متراً تقام على مشارف زيرمات وبجوار جبل ماترهورن. ويحمل المشروع اسم لينا بيك، وهو طموح يستهدف توفير مساكن محلية وتسهيلات للسياحة بجانب وحدات سكنية فاخرة للمستثمرين الأجانب. ستخصص الطوابق من الثاني حتى الثاني والثلاثين لسكان البلدة والعاملين في مجالات الضيافة والنقل الكهربائي، في حين ستخصص الطوابق العليا الثلاثون للشقق الفاخرة. يحتاج المشروع تمويلاً يصل إلى 500 مليون يورو للبدء في التنفيذ، مع أمل في إنهاء الأعمال بحلول عام 2034.
تأثير الأزمة السكنية على مستقبل المشروع
شهدت زيرمات ارتفاعاً كبيراً في أسعار العقارات خلال فترة الوباء، ولم تنخفض منذ ذلك الحين، وهو ما يرى فيه بعض المحللين أن مبادرة لينا بيك قد تكون استجابة لازمة للأزمة المتفاقمة في المنطقة. عبر السكان المحليون عن امتعاضهم من الفكرة واعتبروها تهديداً للطبيعة وجاذبية البلدة، خاصةً إذا أدى وجود مبنى شاهق إلى حجب رؤية جبل ماترهورن الأصلية وتراجع أعداد السياحة. يرى آخرون أن المشروع قد يساعد في توفير مساكن للموظفين ويعيد تنظيم الطلب في سوق الإسكان، رغم الجدل المستمر. يواصل صاحب المشروع جمع التوقيعات والدلائل الداعمة للمبادرة، في حين يشير خبراء إلى احتمال تنفيذ الفكرة مع وجود التحديات التنظيمية والبيئية.
