رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تركيز الأطفال

شارك

أعلنت نتائج دراسة دولية مشتركة بين معهد كارولينسكا في السويد وجامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال يقترن بارتفاع أعراض نقص الانتباه وقد يسهم في زيادة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وقاست الدراسة الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال في أنشطة مختلفة، بما في ذلك مشاهدة التلفزيون والفيديوهات عبر الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ولعب الألعاب. وذكرت النتائج أن الأطفال في المتوسط يقضون 2.3 ساعة يومياً في مشاهدة التلفزيون أو مقاطع الفيديو عبر الإنترنت، و1.4 ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، و1.5 ساعة في لعب ألعاب الفيديو. ولَم تجد الدراسة صلة مباشرة بين أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ونقص الانتباه الناتج عن مشاهدة التلفزيون أو ألعاب الفيديو، لكنها وجدت ارتباطاً بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الأعراض. ومع ذلك، أكدت الدراسة أن هذا الارتباط ليس دليلاً على سببية، وإنما يظهر وجود اتجاه عام.

أهم النتائج

ووفقاً للباحثين، لم يتأثر الارتباط بين اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والخلفية الاجتماعية الاقتصادية أو الاستعداد الوراثي. وأضاف كلينجبيرغ أن الزيادة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد تفسر جزئيًا ارتفاع معدلات تشخيص الاضطراب، حيث ارتفع معدل انتشاره من 9.5% بين 2003 و2007 إلى 11.3% بين 2020 و2022 وفق مسح الصحة الوطنية للأطفال. وأكد الباحثون أن النتائج لا تعني أن جميع الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يعانون من مشاكل في التركيز، لكنها تشير إلى اتجاه متزايد مع تقدم العمر وأن الاستخدام قبل بلوغ 13 عامًا يشمل تطبيقات مثل تيك توك وإنستجرام. كما أظهرت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزداد بين الأعمار من نحو 30 دقيقة يومياً عند سن التاسعة إلى نحو ساعتين ونصف يومياً بحلول سن 13 عامًا.

وقد سجلت الدراسة المشاركين في سن التاسعة والعاشرة بين عامي 2016 و2018. وأشار سامسون نيفينز، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن النتائج قد تساعد الآباء وصانعي السياسات في اتخاذ قرارات بشأن الاستخدام الصحي للإنترنت الذي يدعم التطور المعرفي للأطفال. وأوضح الباحثون أن النتائج ليست دليلاً قاطعاً على وجود مشكلة لدى كل طفل يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها تشير إلى أثر محتمل على التركيز نتيجة التعرض المستمر للإشعارات والرسائل. وللتأكيد على وضوح الرسالة، شددوا على أن الزيادة في الاستخدام مع التقدم بالعمر تجعل من الضروري وضع استراتيجيات صحية للاستخدام الرقمي بين الأطفال.

مقالات ذات صلة