دعت أكثر من 230 منظمة بيئية، من بينها Food & Water Watch وFriends of the Earth وGreenpeace، إلى فرض توقف مؤقت على الموافقات وبناء مراكز البيانات الجديدة في الولايات المتحدة. أصدرت هذه المنظمات رسالة علنية إلى أعضاء الكونغرس محذّرة من تزايد استهلاك الكهرباء والمياه نتيجة الانتشار السريع لهذه المراكز، لا سيما مع الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية. وتشير الرسالة إلى أن النمو غير المنظم للمراكز يهدد المجتمع الأميركي اقتصادياً وبيئياً ومائياً ومناخياً، كما يؤثر سلباً على المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء البلاد. كما أشارت عدة دراسات إلى أن وصول مراكز البيانات إلى منطقة معينة يؤدي إلى ارتفاع فواتير الكهرباء.
التوقعات والتأثير
وتشير الرسالة إلى أن الطلب على الطاقة لهذه المراكز من 40 جيجاوات حاليًا من المتوقع أن يرتفع إلى 106 جيجاوات بحلول عام 2035. وذكرت أن الولايات التي ستشهد أكبر زيادة في سعة المراكز تشمل فيرجينيا وبنسلفانيا وأوهايو وإلينوي ونيوجيرسي. وتتركز معظم المشاريع في المناطق الريفية كما ورد في الرسالة.
وحذرت المنظمات من أن هذه التطورات تزيد من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي على المجتمع، بما في ذلك فقدان الوظائف وزيادة عدم الاستقرار وتركيز الثروة في أيدي عدد محدود من الشركات. كما أشارت إلى أن الانتشار السريع للمراكز يفاقم التحديات البيئية والمائية في المناطق التي تستقبلها. وتبرز المنظمات ضرورة التقييم والمراقبة لأثر هذه المراكز على المجتمع والموارد.
الاحتجاجات والردود الشعبية
أصبحت مراكز البيانات موضوع احتجاجات شعبية في الأسابيع الأخيرة، حيث خرج محتجون أمام مقر شركة الكهرباء DTE في ديترويت اعتراضاً على طلب الشركة تزويد OpenAI بالكهرباء لمركز بيانات بقدرة 1.4 جيجاوات، كما خرج متظاهرون آخرون في سياقات مشابهة للتعبير عن المخاوف من ارتفاع فواتير الكهرباء واستهلاك الموارد. وفي ويسكونسن، اعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص خلال اجتماع المجلس حول مركز بيانات بقدرة 902 ميجاوات ضمن مشروع Stargate التابع للشركتين، ما يعكس تصاعد القلق الشعبي. وتؤكد هذه المظاهر أن توسع مراكز البيانات يثير قضايا بيئية واقتصادية تواجه المجتمع بشكل مباشر.
