رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مريض جرثومة المعدة: نظام غذائي لتعزيز العلاج ومنع الارتداد

شارك

توضح المصادر أن عدوى الملوية البوابية من أكثر الإصابات البكتيرية شيوعًا في الجهاز الهضمي وتؤثر في بطانة المعدة وتؤدي إلى التهابات مزمنة قد تتحول إلى قرح إذا لم يُعالج بشكل صحيح. وتبين أن العلاج الدوائي وحده ليس كافيًا، فالنظام الغذائي يعتبر عاملًا حاسمًا في سرعة الشفاء وتقليل احتمال عودة العدوى. كما يشير التقرير إلى أن تغيير العادات الغذائية أثناء فترة العلاج وبعدها يخفف من تهيّج البطانة المعوية ويحسن امتصاص الدواء ويقلل من الأعراض الجانبية.

أطعمة مفيدة للمعدة

يعتمد نجاح العلاج على وجبات متوازنة تحتوي على عناصر مهدئة للمعدة وتدعم ترميم الغشاء المخاطي. وتبرز فئات غذائية محددة كحصة أساسية للشفاء، منها الحبوب الخفيفة سهلة الهضم والبروتينات قليلة الدسم والخضراوات والفواكه المطهية. كما يساهم تناول الدهون الصحية والبروبيوتيك في توازن الأمعاء وامتصاص الفيتامينات.

الحبوب الخفيفة سهلة الهضم

الأرز الأبيض والبطاطس المسلوقة والمكرونة البيضاء تعد من أفضل الخيارات للمعدة الحساسة لأنها توفر طاقة دون إرهاق الجهاز الهضمي. يُوصى بتجنب الحبوب الكاملة في الأسابيع الأولى من العلاج لأنها قد تثير تهيجًا بسيطًا أو شعورًا بالامتلاء. يمكن العودة إلى خيارات أكثر تنوعًا تدريجيًا مع مرور الوقت وتعديل حسب التحمل.

البروتينات قليلة الدسم

الدواجن المشوية والأسماك البيضاء والبيض المسلوق مصادر ممتازة للبروتين الذي يساعد في بناء أنسجة المعدة دون التسبب بالارتجاع. يفضل الابتعاد عن اللحوم الحمراء الدهنية والمقلية واستبدالها بالخيارات المشوية أو المطهوة بالبخار. يؤدي توزيع البروتين بشكل متوازن إلى تقليل الإجهاد على الجهاز الهضمي خلال فترة التعافي.

الخضراوات والفواكه المطهية

الخضراوات المطهية مثل الكوسة والجزر واليقطين تخفف الالتهاب وتسهّل الهضم. أما الفواكه فيفضل أن تكون مطهية ومقشَّرة مثل التفاح أو الكمثرى أو الموز الناضج لتوفير الألياف والفيتامينات دون تحفيز المعدة. هذه الاختيارات تعزز التغذية الآمنة وتدعم سرعة الشفاء.

البروبيوتيك لاستعادة توازن الأمعاء

الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة مثل الزبادي الطبيعي والكفير تساهم في إعادة التوازن الميكروبي بعد استخدام المضادات الحيوية. يمكن أيضًا استخدام مكملات البروبيوتيك بناءً على توجيهات الطبيب. تساهم هذه الإجراءات في تقليل الأعراض وتحسين الهضم بعد العلاج.

الدهون الصحية

تدعم الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون وبذور الكتان تقليل الالتهاب وتحسين امتصاص الفيتامينات. كما أن أحماض أوميغا-3 الموجودة في السلمون وبذور الشيا تعزز الشفاء وتقلل نمو البكتيريا الضارة. يمكن إدراج مصادر هذه الدهون بشكل منتظم وباعتدال ضمن النظام الغذائي اليومي.

أطعمة ومشروبات يجب تجنبها

يصبح جو المعدة أكثر حساسية أثناء العلاج، لذا يجب تقليل المواد التي تحفز إفراز الأحماض أو تهيج الغشاء المخاطي. يشمل ذلك القهوة والشاي الأسود والمشروبات الغازية إضافةً إلى الأطعمة الحارة والثوم النيء والصلصات الحمضية. كما يُفضل الابتعاد عن الوجبات السريعة والمقلية والدهون الثقيلة والفواكه الحمضية القاسية مثل الليمون والبرتقال والأناناس. بدلاً من ذلك يمكن الاعتماد على خيارات هادئة مثل الشوربة الخفيفة أو الزبادي والخضروات المطهية لتخفيف الأعراض وتهيئة المعدة للشفاء بشكل أسرع.

نموذج نظام غذائي ليوميْن متتالين

اليوم الأول: الإفطار يتضمن زباديًا طبيعيًا مع شريحتين من الخبز الأبيض وجبنًا خفيفًا وكوب شاي بابونج. الغداء يتكوّن من صدر دجاج مشوي مع أرز أبيض وخضروات مطبوخة بزيت الزيتون. العشاء يحوي شوربة خضار خفيفة وقطعة من السمك المشوي وموزة ناضجة.

اليوم الثاني: الإفطار بيضة مسلوقة مع شاي الزنجبيل وتفاحة مطهية. الغداء سمك أبيض مشوي مع بطاطا حلوة مهروسة وسلطة جزر مطهية. العشاء ديك رومي مشوي مع خضراوات مطهية على البخار وشاي الليمون المجفف.

بعد العلاج: كيف نحافظ على معدة سليمة

بعد انتهاء فترة العلاج، يجب إدخال الأطعمة تدريجيًا والعودة إلى النظام الغذائي المعتاد بحذر، مع البدء بكميات صغيرة من الحبوب الكاملة والخضروات النيئة والفواكه الطازجة. من المستحسن الاستمرار في تناول الزبادي والمكملات الحيوية لمدة أسبوعين على الأقل لتعزيز المناعة المعوية ومنع تكرار العدوى. كما تساهم العادات الصحية مثل النوم المنتظم وشرب الماء بكميات كافية وتخفيف التوتر في الوقاية من الارتداد واستعادة التوازن الهضمي.

مقالات ذات صلة