يؤمن عبدالرحمن الشامسي بأن مشاريع الاستزراع السمكي في الإمارات تشكل إحدى الركائز الأساسية لتعزيز منظومة الأمن الغذائي، وهو ما دفعه إلى تطوير مشروعه الخاص في مزرعته في منطقة العين، ضمن أرض صحراوية قاحلة، ليكون نموذجاً ملهماً في تحويل البيئات الصعبة إلى مشاريع إنتاجية مستدامة.
حظي المشروع باشادة واسعة من الجهات المعنية والمجتمع لدوره في دعم جهود الدولة الرامية إلى تحقيق اكتفاء غذائي وطني مستدام.
وأوضح أن المزرعة تضم بحيرة ذات طبيعة صخرية ورملية قادرة على جمع المياه، وهو ما يجعلها مؤهلة تماماً لاحتضان مشروع الاستزراع السمكي، وتحتوي البحيرة اليوم على أعداد كبيرة من البلطي الهولندي والنيلي.
وأشار إلى أنه اعتمد في إطلاق المشروع على خبراته الذاتية والإمكانات المتوافرة في المزرعة، والتي ساهمت بشكل كبير في نجاح تربية البلطي، خاصة أن هذا النوع يتحمل الظروف المناخية القاسية مثل ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد سعيه لتوفير بيئة مثالية لنمو الأسماك وتكاثرها، مستخدماً تقنيات حديثة لرفع جودة الإنتاج وزيادته، إدراكاً للدور الحيوي الذي يلعبه الاستزراع السمكي في دعم الأمن الغذائي، إحدى أبرز الأولويات الوطنية.
وأشار أيضاً إلى أن المزرعة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة في تربية الأحياء المائية، ما أسهم في مضاعفة الإنتاج ثلاث مرات، مع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 90%.
غابة ملحية
ولم يتوقف جهده عند تطوير مشروع الأسماك بل زرع جزءاً كبيراً من المزرعة ليشكل غابة زراعية ملحية تضم أشجار الغاف والرغل والكينوا والداماس وغيرها.
وتضم المزرعة محطتين لتحلية المياه بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 60 ألف جالون من المياه العذبة والمالحة، ما يدعم مختلف المشاريع الزراعية والسمكية وري آلاف النباتات.
وأكّد الشامسي أن المزرعة باتت اليوم أشبه باستراحة طبيعية تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة لعشاق المغامرة والحياة البرية، سواء عبر التجول في الغابة الزراعية، أو النزول إلى البحيرة، أو الاستمتاع بالهدوء وسط الطبيعة، وكل ذلك في قلب صحراء العين.








