توضح الدراسات الطبية أن الشعور بالبرد لدى بعض الأشخاص يعود إلى عوامل جسدية رئيسية تتحكم في كيفية تنظيم الجسم للحرارة. يساهم نقص الأكسجين وتوجيه الدم نحو الأعضاء الحيوية في تقليل الحرارة المولَدة في الأطراف، ما يظهر كقشعريرة وبرودة في اليدين والقدمين. كما يسهم توجيه الدم إلى الأعضاء الحيوية في زيادة الإحساس بالبرد حتى عند درجات حرارة معتدلة.
نقص الحديد وفقر الدم
تؤكد مراجعات صحية أن نقص الحديد يؤدي إلى انخفاض في قدرة الدم على إيصال الأكسجين إلى الأنسجة، وبالتالي تزيد البرودة في الأطراف وتنتج قشعريرة عامة. حين يقل الأكسجين في الدم، يعيد الجسم توجيه الدم إلى الأعضاء الحيوية على حساب اليدين والقدمين، مما يجعلها أكثر برودة وضعفًا. تبين أيضًا أن التعب والشحوب من علامات هذه الحالة التي تضعف قدرة الجسم على توليد الدفء بشكل كافٍ.
قصور الغدة الدرقية وتأثيرها
توضح المشاهدات الطبية أن قصور الغدة الدرقية يؤدي إلى بطء في عملية الأيض الحرارية، ما يخفض محرك الحرارة الداخلي في الجسم. قد يشعر المصابون بالبرد حتى في درجات الحرارة المعتدلة مع وجود أعراض مثل التعب وجفاف الجلد وزيادة الوزن. وتظهر هذه الحالة عندما تنخفض وظيفة الغدة الدرقية عن المستوى الطبيعي وتؤثر على قدرة الجسم على الاحتفاظ بالحرارة.
انخفاض الدهون وبناء الجسم
تشير الأدلة إلى أن الدهون تعمل كعازل حراري طبيعي حول الجذع والأطراف، فخفض نسبتها يجعل فقدان الحرارة أسرع. لذلك يصبح الأفراد النحيفون أو ذوو كتلة جسم منخفضة أكثر عرضة للشعور بالبرد حتى في المساحات المغلقة. كما أن قلة كتلة العضلات تقلل من إنتاج الحرارة أثناء النشاط البدني وتؤثر على مدى دفء الجسم.
ضعف الدورة الدموية وضغط الدم
يؤدي ضعف سريان الدم إلى وصول الدم الدافئ والأكسجين إلى الأطراف بشكل أقل، مما يترك اليدين والقدمين أكثر برودة. كما أن انخفاض ضغط الدم المزمن يفاقم هذه الوضعية ويجعل الجسم يحافظ على الحرارة بإعادة توزيع الدم إلى الداخل. في بعض الحالات، تتراجع حرارة الأطراف تدريجيًا وتظهر قشعريرة عند محاولة الحفاظ على الحرارة الداخلية.
نقص فيتامين ب12 والتغذية الأخرى
توضح المستويات المنخفضة من فيتامين ب12 وعناصر غذائية مرتبطة مثل حمض الفوليك أنها تؤثر في إنتاج خلايا الدم وتوزيع الدم، مما يضعف الاستجابة للبرد. يؤدي نقص هذه العناصر إلى تغيّرات في الإحساس بدرجة الحرارة وتوجيهات الجسم أثناء البرودة. عند استعادة التغذية الصحيحة أو استكمال المكملات تحت إشراف طبي، قد تتحسن قدرة الجسم على تحمل البرد بشكل ملحوظ.
تغيرات أيضية وهرمونية
تظهر تغيّرات أيضية وهرمونية في بعض الحالات حيث لا يكون السبب نقص الوزن فقط بل وجود اضطرابات أخرى مثل ارتفاع الكوليسترول أو انخفاض نشاط الغدة الدرقية مع تغيّر في الهرمونات المرتبطة بالعمر وفقدان الوزن المفاجئ. تسهم هذه العوامل في تقليل توليد الحرارة وتفاقم الإحساس بالبرد، خصوصًا عند أشخاص يعانون من تغيّر في نمط الحياة. وتبرز الحاجة إلى تقييم شامل للحالة لمعرفة ما إذا كانت معالجة هرمونية أو غذائية مطلوبة.








