رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أسباب نزيف الأذن وطرق التعامل معه بشكل صحيح

شارك

يُعد نزيف الأذن علامة قد تكون بسيطة في بدايتها، ولكنه غالبًا ما يشير إلى مشكلة أعمق تتعلق بطبلة الأذن أو التهابات الأذن الوسطى أو إصابات الرأس. وعلى الرغم من أن وجود الدم داخل قناة الأذن لا يمثل دائمًا خطورة مباشرة، فإن تجاهله أو التعامل معه بطريقة خاطئة قد يفضي إلى مضاعفات مؤلمة وفقدان سمع مؤقت أو دائم. لذلك يستدعي الأمر تقييمًا طبيًا لمعرفة سبب النزيف وتحديد العلاج المناسب. يجب الحذر من محاولة تنظيف الأذن أو إدخال أي أداة داخلها قبل استشارة الطبيب.

أسباب نزيف الأذن الشائعة

1. تنظيف الأذن بعنف

يحدث النزيف الخفيف غالبًا عند تنظيف الأذن بأعواد القطن بقوة أو إدخالها عميقًا، مما يسبب خدوشًا بسيطة أو تهيّجًا في الجلد الرقيق القابع في القناة. يؤدي ذلك إلى خروج قطرات من الدم. يجب التوقف فورًا عن استخدام الأعواد وتنظيف الجزء الخارجي فقط، ثم مراجعة الطبيب في حال استمرار النزيف أو وجود إفرازات.

2. تمزق طبلة الأذن

يُعد تمزق طبلة الأذن حالة تستدعي القلق الفوري ويحدث غالبًا بسبب التعرض لضوضاء عالية، أو تغير ضغط مفاجئ أثناء الطيران أو الغوص، أو إدخال جسم حاد في الأذن. يصاحبه ألم حاد وفقدان جزئي أو كامل للسمع وطنين مستمر. يجب الحفاظ على الأذن جافة وتجنب السباحة والغسل بالماء، والاتصال بطبيب الأنف والأذن فورًا. يتعافى التمزق عادة خلال أسابيع في حالات كثيرة، بينما قد تتطلب بعض الحالات تدخلاً جراحيًا بسيطًا.

3. التهابات الأذن الوسطى

تعد من الأسباب الشائعة للنزيف لدى الأطفال، وتنجم غالبًا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية تسبب تجمع السوائل خلف الطبلة. مع ارتفاع الضغط خلف الطبلة قد تتمزق وتخرج الدم أو إفرازات صفراء. يحتاج المريض إلى فحص سريري يحدد نوع الالتهاب، وتُستخدم في العلاج عادة مضادات الالتهاب أو مضادات حيوية مع مسكنات لتخفيف الألم والحرارة.

4. الرضح الضغطي أو تغيرات الضغط المفاجئة

يحدث أثناء الطيران أو الغوص حين يعجز الجسم عن موازنة الضغط بين الأذن الداخلية والخارجية، مما قد يؤدي إلى نزيف بسيط أو تمزق دقيق في غشاء الطبلة. يمكن تقليل الخطر من خلال التثاؤب أو بلع اللعاب أثناء التحليق، والعمل على فحص الطبلة إذا استمر الألم أو النزيف. يجب استشارة الطبيب لتقييم سلامة الطبلة في حال استمرار الأعراض.

5. وجود جسم غريب داخل الأذن

يكثر ذلك عند الأطفال الصغار الذين يضعون حصى أو أشياء صغيرة داخل الأذن، ما يخدش جدار القناة ويسبب الألم والنزيف. لا ينبغي محاولة إخراج الجسم باليد أو باستخدام أدوات منزلية لأنها قد تدفعه أعمق. يتعين التوجه إلى الطبيب لإزالة الجسم بأمان تحت إضاءة مناسبة وباستخدام أدوات خاصة.

6. إصابة الرأس

في الحوادث أو السقوط، قد يكون النزيف علامة على وجود نزيف داخلي في الجمجمة أو كسر في قاعدة الجمجمة. ينقل المصاب إلى قسم الطوارئ بسرعة ويُجنب تحريك الرأس إلا عند الضرورة، لإتمام الفحوص اللازمة مثل الأشعة المقطعية. يُعالج وفق النتائج بتقييم طبي دقيق وتدبير مناسب للسلامة الدماغية.

7. أورام الأذن أو الالتهابات المزمنة

على الرغم من ندرتها، قد تؤدي بعض أنواع الأورام أو الالتهابات المزمنة في الأذن إلى نزيف متكرر دون ألم في بعض الحالات. يُوصى بمراجعة الطبيب لتقييم دقيق قد يتضمن فحوصًا متقدمة كتصوير أو أخذ عينة للفحص النسيجي. يعتمد العلاج على التشخيص ويشمل متابعة طبية وربما إجراءات جراحية في بعض الحالات.

متى يجب الذهاب إلى الطوارئ؟

ينبغي عدم الانتظار إذا ظهرت علامات خطيرة مثل دوخة شديدة أو فقدان للوعي، أو ضعف مفاجئ في السمع، أو صداع شديد وغثيان بعد إصابة في الرأس. تعتبر هذه العلامات دالة على حاجة فورية للتقييم الطبي لتحديد مدى خطورة الوضع وتدارك أي مضاعفات. كما يجب التوجه إلى الطوارئ إذا كان النزيف مستمرًا لأكثر من بضع ساعات أو ظهرت إفرازات دموية متكررة.

مقالات ذات صلة