أعلنت دراسة بحثية جديدة أن تناول الأمهات لمضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة لا يظهر آثاراً سلبية على نمو أدمغة الأطفال. اعتمدت الدراسة على مجموعة MotherToBaby California وجمعت بيانات من أزواج الأم والطفل تعرّض أطفالهم للمضاد قبل الولادة. وشملت المتابعة ما يقرب من عقدين من الزمن بهدف مقارنة القدرات المعرفية بين الأطفال المعرضين عبر الرضاعة للمضاد وأولئك غير المعرضين عبر الرضاعة. وقُسِّمت المجموعة إلى فئات حسب التعرض ما بعد الولادة عبر حليب الأم، بهدف فهم أثر هذا التعرض إلى جانب التعرض قبل الولادة.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة نساء حوامل كن جزءاً من مجموعة MotherToBaby California التي جُمعت بياناتها بين 8 مايو 1989 و14 أبريل 2008. وقام الباحثون بجمع بيانات اختبارية متعددة لزوج الأم والطفل، ارتبطت جميعها بتعرّض مسبق لمضادات استرداد السيروتونين الانتقائية خلال الحمل. ولتحري التأثيرات المحتملة بعد الولادة، قسمت المجموعة إلى ثلاث فئات: رضاعة طبيعية مع تعرض عبر الحليب للمضاد، رضاعة طبيعية مع تعرض قبل الولادة فقط، وعدم الرضاعة.
النتائج الرئيسية
عند بلوغ الأطفال سن الرابعة والخامسة، قُيِّمت قدراتهم الإدراكية باستخدام اختبارات الذكاء المعيارية. بلغ متوسط درجات الأطفال الراضعين طبيعياً ولم يتعرضوا بعد الولادة للمضاد 109، بينما بلغ المتوسط لدى الأطفال الراضعين وتعرّضوا للمضاد خلال الرضاعة 106. تشير النتائج إلى أن التعرض عبر الرضاعة لم يرتبط بانخفاض معدل الذكاء بشكل عام. كما لم تُظهر اختبارات الذكاء اللفظي أو الأداء أي فروق سلبية مقارنة بالمجموعة غير المعرضة.
الاستنتاجات والتوجيهات
تُظهر هذه النتائج، إضافة إلى ما توصلت إليه دراسات سابقة، أن الاستمرار في استخدام مضادات الاكتئاب خلال الرضاعة قد يكون آمناً من منظور تأثيرها على نمو الدماغ. وتبرز أن الفوائد المحتملة لعلاج الأم قد تتجاوز المخاطر المحتملة، ما لم تكن هناك مشاكل صحية محددة تستدعي تعديل الخطة العلاجية. ينبغي من الأطباء والمرضى إجراء مناقشة مركزة ومتواصلة حول التوازن بين حاجة الأم للعلاج وحماية نمو الأطفال، وفقاً للحالة الفردية.








