افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمستقبل أكثر استدامة 2025، الذي تنظمه جامعة أبوظبي بالتعاون مع المرصد الدولي لتصنيف الجامعات والتميّز الأكاديمي، في فندق قصر الإمارات ماندارين أورينتال بأبوظبي.
يركّز المؤتمر الذي يحمل شعار «صناعة المستقبل: تكامل الطبيعة والتكنولوجيا والمجتمع» على دور الابتكار في دعم الاستدامة وتحسين جودة الحياة، بمشاركة أكثر من 75 خبيراً، ويناقش تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة المتجددة، وإسهامها في التنمية المستدامة وتعزيز الشمول وبناء مجتمعات قادرة على التكيّف مع المتغيرات.
أبرز المحاور والجهود
أبرز محاور المؤتمر تتمثل في أربعة محاور رئيسية تحتاج إلى إبداع وتعاون عالمي، مع التركيز على تحسين جودة العمل الأكاديمي والتشاركات الدولية وجودة حياة المجتمع.
أولاً: ضمان الجودة العالية في عمل الجامعات والكليات، حيث توفر جلسات التصنيفات والتميّز الأكاديمي فرصاً مهمة لرفع المعايير وتعزيز الشراكات الدولية وخدمة الطلاب والمجتمعات بصورة أفضل.
ثانياً: تعزيز الاستدامة البيئية، فالمجتمع المستدام يقوم على إدارة الموارد وحماية البيئة وتطوير الخدمات الاجتماعية والتخطيط الحضري المتوازن والبنية التحتية الذكية والطاقة المتجددة والهوية الثقافية والحفاظ التراث.
ثالثاً: دور العلوم والتكنولوجيا في تحسين جودة الحياة، حيث ساهمت الإمارات في shaping الهوية الرقمية وصارت رائدة عالمياً في الذكاء الاصطناعي ومركزاً للابتكار، مع ضرورة استمرار الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة في العصر الرقمي.
رابعاً: الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية للابتكار، فالتقدم التقني لا يقتصر أثره على الاقتصاد فقط، بل يمتد إلى المجتمع وقيمه، ويدفع إلى التفكير في كيفية تعظيم الفرص التي تتيحها التكنولوجيا مع تعزيز الشمولية ومعالجة القضايا الأخلاقية وضمان السلامة والاستدامة.
وفي ختام كلمته، أكد المعالي أن المؤتمر يبرز أن الاستدامة ليست شعاراً فحسب، بل منهج عمل عالمي يوازن بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ويحترم احتياجات المجتمعات المختلفة ويعزز السلام والازدهار، مع تقديره لجامعة أبوظبي وللمتحدثين والمشاركين، متمنياً لهم مؤتمراً ناجحاً وإقامة مريحة في دولة الإمارات.
حضر الافتتاح الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، وسعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، والدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي، والدكتور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور أحمد الريسي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، والبروفيسور فالديماسيفينسكي، رئيس المرصد الدولي لتصنيف الجامعات والتميّز الأكاديمي، والبروفيسور ليو تشينيينغ، رئيس مجلس أعمال دول بريكس، والدكتور محمد العيساتي، نائب رئيس خدمات البيانات والتحليلات في دار نشر عالمية، والبروفيسورة باتريزيا لومباردي، نائب رئيس جامعة البوليتكنيك في تورينو لشؤون الاستدامة – إيطاليا، إضافة إلى عدد من القيادات الأكاديمية والمسؤولين من داخل الدولة وخارجها.
من جانبه، أكد الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري أهمية استضافة جامعة أبوظبي لهذا المؤتمر الذي يكرس توجيهات القيادة الرشيدة بشأن ترسيخ ثقافة الاستدامة وتسليط الضوء على الجهود والمبادرات الوطنية التي دشنتها الإمارات، والتي قدمت نموذجاً يسهم في سن تشريعات وقوانين تعزز الاستدامة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والحياة الفطرية للأجيال المقبلة. كما أعرب عن تقدير الجامعة للتعاون الدولي الذي شهده المؤتمر، وهو ما يعكس مكانتها وريادتها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، من خلال وجود باحثين متخصصين في علوم الاستدامة وشراكات مع مؤسسات محلية ودولية تعمل في مشاريع ومبادرات تستشرف المستقبل.
وفي تصريح لوكالة أنباء الإمارات وام قال الدكتور عمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، إنه شارك بجلسة حوارية أبرزت دور القيادات الجامعية وأوضح أن دورهم كقيادات ومؤسسات جامعية لا يقتصر على نقل المعرفة بل يشمل الابتكار والإبداع، متوقعاً أن يثمر المؤتمر بنتائج تشجع على حماية مستقبل بيئة مستدامة للأجيال في المنطقة العربية.
وأكد البروفيسور غسان عواد مستشار المؤتمر ومدير جامعة أبوظبي لـ وام أن المؤتمر يعرض 550 ورقة بحثية لأكثر من 100 باحث من العالم، مشيراً إلى أن الجامعة تدعم الأفكار المبتكرة لهؤلاء الباحثين وتبني المشاريع المبتكرة أيضاً لطلبتها بما يتوافق مع توجهات الإمارات في التنمية المستدامة ومستقبل الأجيال القادمة.








