رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

القولون العصبي عند الأطفال: أسباب وعلامات يجب الانتباه لها

شارك

يعاني الأطفال والمراهقون من القولون العصبي كاضطراب وظيفي في حركة الأمعاء، وهو حالة مزمنة تسبب مجموعة من الأعراض دون وجود تلف واضح في أنسجة الأمعاء عند الفحص. يؤثر على جودة الحياة ويؤدي في بعض الحالات إلى الغياب عن المدرسة وتراجع النشاط اليومي. تظهر أعراضه غالباً بشكل متكرر مع تغير في نمط الإخراج، مع شعور بالانتفاخ وتقلصات بالبطن، وربما خروج مخاط مع البراز. لا تكشف الفحوصات عادةً عن ضرر عضوي في الأمعاء عند تشخيصه، ما يجعل التقييم يعتمد على التاريخ الطبي والأعراض.

تعريف المرض وأسبابه

يُعرّف القولون العصبي كاضطراب وظيفي في حركة الأمعاء يصاحبه الانتفاخ والتقلصات بالبطن. قد يظهر إمساكاً، إسهالاً، أو تغيّراً في نمط الإخراج بشكل مزمن أو متقطع. وتظل الأسباب الدقيقة غير معروفة، وتذكر عوامل مثل فرط حساسية أعصاب الأمعاء وخلل حركة تمرير الطعام وتوتر نفسي وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء. كما يظهر لدى البعض زيادة إدراك الألم والغازات مما يفاقم الشكوى ويؤثر في الحياة اليومية.

الأعراض حسب العمر

تختلف الأعراض حسب العمر، فالألم البطني المتكرر لأكثر من ثلاثة أشهر يعد علامة شائعة في هذه المتلازمة، مع تغير نمط الإخراج. يظهر الرضع مغصاً شديداً، وتظهر لدى الأطفال الصغار أعراض مثل الارتجاع والحرقة. عند الأقل من أربعة أعوام قد يظهر إسهالاً مستمراً وغير محدد، بينما يعاني الأطفال من الإمساك في جميع الأعمار. يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة والتأكد من عدم وجود أمراض أخرى تشابه القولون العصبي.

طرق العلاج والدعم العائلي

يعتمد العلاج على عمر الطفل وشدّة الأعراض واستجابته للنظام الغذائي والأدوية. يهدف العلاج إلى تحسين نوعية الحياة وتقليل الألم من خلال تعديل النظام الغذائي وتقديم خيارات غذائية مناسبة. يتضمن تقليل الأطعمة المهيجة وتبني نظام منخفض الفودماب وفق توصية الطبيب، مع تقليل اللاكتوز عند وجود عدم تحمل. كما يوصى باستخدام الألياف بحذر لأنها قد تفيد الإمساك لكنها قد تزيد الغازات.

الأدوية والدعم النفسي

توفر العلاجات الدوائية خيارات لتخفيف التقلصات أو علاج الإمساك أو الإسهال بحسب الحالة. يمكن استخدام مكملات البروبيوتيك لتحسين بكتيريا الأمعاء النافعة وتخفيف الأعراض. في الحالات الشديدة قد توصف أدوية مسكنة للألم أو أدوية أخرى مضادة للتقلصات بناءً على توجيهات الطبيب. كما يسهم التعامل مع التوتر وتخفيفه مثل تمارين التنفس والدعم النفسي أو تقنيات مثل التدريب البيولوجي في تعزيز الاستجابة للعلاج.

دور العائلة والنصائح اليومية

يلعب الوالدان دوراً مهماً في تخفيف الأعراض عبر تشتيت الطفل بنشاط يحبه أثناء النوبة وتعديل مواعيد الطعام. كما يُنصح بمراقبة الأطعمة التي تثير الأعراض وملاحظة العلاقة بين الغذاء وظهور الأعراض. ينبغي توفير بيئة داعمة وتسهيل الوصول إلى العلاجات والتواصل المستمر مع الفريق الطبي. ويجب الالتزام بالخطة العلاجية التي يقررها الطبيب وتوقع نتائج واقعية مع مرور الوقت.

مقالات ذات صلة