رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حكومة الإمارات تصدر مرسوماً بقانون اتحادي يعدّل بعض أحكام قانون الإجراءات المدنية

شارك

أصدرت حكومة الإمارات مرسومًا بقانون اتحادي يهدف إلى تعديل عدد من أحكام قانون الإجراءات المدنية، في خطوة متقدمة تهدف إلى تطوير البنية الإجرائية للقضاء المدني، وتعزيز كفاءة مراحل التقاضي وتحسين جودة العمل القضائي بما يلبي احتياجات العدالة المعاصرة.

شمل التعديل تنظيم إنشاء دوائر التركات بشكل مباشر، من خلال قرار يصدر عن رئيس مجلس القضاء الاتحادي أو رئيس الجهة القضائية المحلية، دون اشتراط اتفاق الخصوم، الأمر الذي يسهم في تسريع الفصل في منازعات التركات وتبسيط إجراءاتها.

كما أجاز القانون إنشاء دوائر خاصة لنظر دعاوى مدنية أو تجارية محددة، بناءً على طلب أو اتفاق أطراف الدعوى، مع خضوع هذه الدوائر للأحكام الإجرائية ذاتها، في خطوة تعزز التخصص القضائي وترفع من كفاءة إدارة المنازعات.

كما عزز التعديل دور الخبرة الفنية في دعم الفصل القضائي، وذلك بتمكين الدوائر المختصة من الاستعانة بخبراء محليين أو دوليين لإعداد أو مراجعة تقارير الخبرة، مع منحها سلطة مناقشة هؤلاء الخبراء وتكليفهم باستكمال النقص أو تصحيح الأخطاء، بما يضمن صدور قرارات تستند إلى تقارير فنية دقيقة وموثوقة.

وفي إطار الارتقاء بمستوى الضبط الإجرائي، شملت التعديلات على القانون إلزام مقدم الاستئناف بأن يضمن صحيفة استئنافه بيان الحكم المستأنف وتاريخه، وأسباب الطعن والطلبات، وترتّب على الإخلال بهذا الالتزام الحكم بعدم قبول الاستئناف، منهياً بذلك الممارسة السابقة التي كانت تسمح باستكمال أسباب الاستئناف في الجلسة الأولى، وهو ما يعزز جدية الطعون واحترام المواعيد الإجرائية.

كما جاءت التعديلات على القانون لتحدث تحولاً مهمًا في نظام الطعن بالنقض، إذ أصبح هذا الطعن متاحًا في القرارات الصادرة من محاكم الاستئناف إلى جانب الأحكام، بعدما كان مقصورًا في النص السابق على الأحكام وحدها، مما يوسع نطاق الرقابة القضائية ويمنح المتقاضين ضمانات أوسع في مواجهة القرارات المؤثرة.

هذا بالإضافة إلى منح النائب العام صلاحية الطعن بالنقض من تلقاء نفسه، أو بناءً على طلب وزير العدل أو رئيس الجهة القضائية المحلية، حتى في الحالات التي لم يباشر فيها الخصوم حقهم في الطعن أو فوتوا مواعيده، وهو ما يعزز حماية النظام القانوني ويضمن عدم إفلات القرارات المخالفة للقانون من الرقابة القضائية.

وباستخدام هذه التعديلات تعبر الإمارات عن حرصها على تطوير منظومتها القضائية وفق أرقى المعايير التشريعية، وترسيخ مفهوم العدالة الناجزة، وتعزيز ثقة المتقاضين بالقضاء في مسار ثابت نحو بناء بيئة قانونية راسخة تدعم التنمية وتحمي الحقوق وتواكب مسيرة التطور التشريعي في الدولة.

مقالات ذات صلة