رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

طفلة تستعيد قدرتها على الحركة بعد عدوى دماغية خطيرة في أبوظبي

شارك

بداية الطريق إلى التأهيل

استعادت طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً قدرتها على الوقوف والتحرك داخل ممرات مستشفى سلمى للتأهيل في أبوظبي. خطواتها الأولى تشبه عودة الضوء بعد عاصفة طويلة، إذ وجدت نفسها فجأة خارج عالم اللعب والدراسة على سرير أبيض في جناح العناية المركزة إثر عدوى دماغية خطيرة هددت حياتها وسلبت عنها القدرة على المشي والكلام والأكل.

بدأت رحلة التعافي حين وصلت حالتها إلى المستشفى وهي تحمل تعقيدات طبية عديدة بعد عملية جراحية دقيقة شملت نزيفاً داخل البطينات الدماغية ونوبات صرعية وتشنجات ومشكلات في القلب والجهاز الهضمي. كما يروي الدكتور أشرف البطل، المدير السريري واختصاصي طب الأطفال، بأنها من أكثر الحالات تحدياً وتتطلب تعاوناً بين عدة تخصصات لضمان استقرارها ثم دعم تعافيها تدريجيًا.

التعافي الحركي وتطور القدرة على الوقوف

وفي إطار البرنامج التأهيلي أخذت اختصاصية العلاج الطبيعي فينوس بوكوي كويرانت تقيس ببصبر قدرة الطفلة على التحكم بالجذع واستعادة توازنها قبل الانتقال إلى الحركة داخل السرير ثم الوقوف باستخدام جهاز الدعم (الروليتر)، فترسخت لدى الطفلة إنجازات صغيرة أعادت إليها ثقتها بنفسها ودفعتها خطوة بعد أخرى نحو المشي.

التواصل والقدرات اللغوية

وفي الجانب اللغوي كانت محاولات التواصل الأولى تعتمد على الإشارات والوسائل غير اللفظية وفق ما توضح اختصاصية النطق واللغة سارانيا تشيروفالات، التي ركزت على تحفيز مهارات الذاكرة والانتباه وتطوير استخدام العبارات القصيرة وصولاً إلى صياغة جمل كاملة تعيد حضورها الاجتماعي والتعليمي.

التغذية والتواصل المعرفي

حتى تغذيتها شهدت تحوّلاً لافتاً إذ انتقلت من الاعتماد الكامل على الأنبوب إلى تناول الطعام فموياً عبر برنامج تدريجي لإزالة التحسس، وهو إنجاز مفصلي يؤكد استعادة وظائفها الحيوية الأساسية.

وتُشير التحديثات إلى أن الحالة كانت شديدة التعقيد، إذ رُصدت مضاعفات حادة بعد العملية الجراحية. مع ذلك، تطور المسار شمل تعزيز التحكم بالجذع والتوازن واستعادة القدرة على الحركة المستقلة داخل السرير.

وتؤكد اختصاصية العلاج الطبيعي فينوس أن الإنجازات الصغيرة المتتالية بنت ثقة الطفلة بنفسها، حتى تمكنت في نهاية المطاف من الوقوف والمشي باستخدام جهاز الدعم (الروليتر).

ووفرت جلسات العلاج النطق واللغة تحفيزاً معرفياً مستمراً، حيث بدأت الطفلة باستخدام وسائل غير لفظية للتواصل، قبل أن تتطور تدريجياً إلى استخدام عبارات قصيرة ثم جمل كاملة.

كما اعتمد الفريق الوسائل البصرية والعلاج المعرفي التواصلي لتعزيز الذاكرة والانتباه وحل المشكلات، وهي مهارات أساسية للتواصل والاندماج الاجتماعي والتعليمي.

بهذا المسار الهادئ كتبت الطفلة فصلاً جديداً في قصة بدأت بلحظة خوف وانتهت بخطوات ثابتة على طريق التعافي لتحتفي «صحة»، التابعة لـ «بيورهيلث»، بقصتها الملهمة.

مقالات ذات صلة