شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة وفدها في اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة في بغداد أمس، حيث جرى اختيار مدينة العين عاصمة السياحة العربية لعام 2026 بناءً على توصية المكتب التنفيذي للمجلس.
ترأّس الوفد عبدالله أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، نيابةً عن معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، وتنبع أهمية الاختيار من كونه امتداداً للإنجاز الذي حققته العين بفوزها بلقب عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025، وهو ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية مميزة بوجود مقومات طبيعية وتراثية وثقافية وبنى تحتية سياحية حديثة.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري إن اختيار مدينة العين عاصمة للسياحة العربية 2026 يمثل إنجازاً جديداً لدولة الإمارات، ويعكس التطور النوعي الذي حققته الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي رأت مبكراً أن تنمية السياحة استثمار في المستقبل وتؤدي إلى حضور مستدام على الخريطة السياحية الدولية والإقليمية.
وأضاف أن هذا الاختيار يتماشى مع التقدم المستمر في قطاع السياحة الوطني، ويدعم مستهدفات استراتيجية أبوظبي السياحة 2030 التي تهدف إلى تعزيز الهوية السياحية الوطنية وجذب 40 مليون زائر فندقي سنوياً، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى 450 مليار درهم بحلول 2031، وتطوير منظومة سياحية أكثر تنوعاً واستدامة تقوم على الابتكار وتحسين جودة الخدمات ودعم الشراكة مع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات السياحية.
من جهته قال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن اختيار مدينة العين يعكس تراثها العريق ومواقعها الثقافية ومعالمها الطبيعية الاستثنائية، ويمثل دفعة لدائرة السياحة في بناء منظومة سياحية متكاملة في منطقة العين من خلال تعميق أطر الشراكات المحلية والدولية، وتعزيز الاستثمارات في تطوير تجارب تجمع بين الأصالة والابتكار وتتماشى مع استراتيجية أبوظبي السياحية 2030.
وحقق القطاع السياحي في الدولة خلال الفترة الأخيرة مؤشرات إيجابية، من أبرزها فوز سعادة الشيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام المنتخب لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة 2026-2029، وفوز قرية مصفوت التابعة لإمارة عجمان بجائزة «أفضل قرية سياحية في العالم» لعام 2025، إلى جانب النمو المستمر في الاستثمارات السياحية، وارتفاع عدد النزلاء الفندقيين والإيرادات الفندقية، وارتفاع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي التي بلغت 257.3 مليار درهم في 2024 بنسبة 13% من الاقتصاد الوطني.
وخلال اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة، أكد معالي عبدالله بن طوق المري، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الوفد، أن دولة الإمارات حريصة على دعم الجهود العربية لتطوير قطاع السياحة كأحد أهم القطاعات الاقتصادية التي تسهم في بناء اقتصاد عربي متنوع ومُستدام وتوفير فرص تنموية وإبراز الهوية الثقافية والحضارية للمنطقة، مع الإشارة إلى أن القطاع السياحي العالمي يشهد تحولات سريعة تتطلب تعزيز العمل المشترك وتبني مبادرات عملية للارتقاء بجودة التجربة السياحية العربية وبناء منظومة متكاملة تواكب الاتجاهات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وقدّم أعضاء المجلس التهنئة إلى دولة الإمارات بمناسبة فوز سعادة الشيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة 2026-2029، مؤكدين أن هذا الإنجاز يعكس المكانة المتقدمة التي أصبحت الإمارات تحتلها في خريطة السياحة العالمية ودورها الفاعل في دعم جهود تطوير القطاع على المستويين الإقليمي والدولي.
تفصيلاً، شهد اجتماع المجلس مناقشة موضوعات تطوير السياحة العربية المستدامة وتعزيز السياحة البينية بين الدول العربية، إضافة إلى دعم الابتكار والتحول الرقمي ومبادرات السياحة الذكية وتحسين جودة الخدمات وتجارب الزوار، وتطرق إلى السياحة الميسّرة لذوي الإعاقة وحماية التراث الثقافي وتطوير الإحصاءات السياحية العربية وتبادل الخبرات وبناء القدرات، بالإضافة إلى مبادرات الترويج للوجهات السياحية العربية وتسليط الضوء على المقومات الثقافية والتراثية لتكون وجهات رائدة في خريطة السياحة العالمية.
