رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كل ما تحتاج معرفته عن فيروس H1N1 سريع الانتشار

شارك

أعلن تقرير صحي أن فيروس H1N1، المعروف بإنفلونزا الخنازير، تحوّل من حالة الغموض إلى جزء من السلالات الموسمية لفيروس الإنفلونزا. ظهر أول تفشٍ كبير له في عام 2009 وتسبّب بجائحة عالمية أودت بحياة نحو 284 ألف شخص وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. منذ ذلك الحين أصبح جزءًا من الإنفلونزا الموسمية التي تصيب الملايين سنويًا في مختلف البلدان. ينتقل الفيروس عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس أو الكلام، كما يمكن أن ينتقل عبر لمس الأسطح الملوثة ثم ملامسة الفم أو الأنف أو العينين.

ما هو فيروس H1N1؟

ينتمي H1N1 إلى عائلة فيروسات الإنفلونزا A، وهو مزيج جيني تطور عبر الزمن من فيروسات تصيب الإنسان والخنازير والطيور. أُعلن عن تفشٍ واسع له في 2009 وتسبب بجائحة عالمية أودت بحياة نحو 284 ألف شخص وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا من السلالات التي تصيب الملايين سنويًا كجزء من الإنفلونزا الموسمية. تتشابه أعراضه إلى حد كبير مع الإنفلونزا التقليدية، إلا أن بدايته تكون غالبًا حادة وتستدعي إجراء اختبار مخبري لتأكيد الإصابة.

الأعراض والمضاعفات المحتملة

تشترك أعراض H1N1 مع أعراض الإنفلونزا التقليدية، لكنها غالبًا ما تكون أشد وتظهر بشكلٍ مفاجئ. تشمل العلامات ارتفاع الحرارة المفاجئ، وسعالًا جافًا مع احتمال وجود بلغم، والتهاب الحلق واحتقان الأنف. كما يعاني المصابون من آلام شديدة في العضلات والمفاصل، وقشعريرة وتعب عام. في بعض الحالات قد يظهر القيء أو الإسهال، خاصةً بين الأطفال، وفي حالات نادرة يبدأ المرض دون حمى واضحة مما يستدعي التConfirm الاختبار المخبري.

تشير البيانات الطبية إلى وجود فئات أكثر عرضة لتطور مضاعفات خطيرة. تشمل النساء الحوامل، خصوصًا في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وكذلك الأطفال دون الخامسة وكبار السن فوق 65 عامًا. كما يزداد الخطر عند المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، والربو، وأمراض القلب والرئة والكلى، وضعاف المناعة بما في ذلك المرضى الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة. المضاعفات الشائعة تشمل الالتهاب الرئوي الفيروسي أو البكتيري الثانوي، وفي بعض الحالات النادرة قد يتطلب الأمر الدخول إلى العناية المركزة.

متى تصبح الحالة طارئة؟

ينصح الأطباء بالتوجه فورًا إلى قسم الطوارئ عند ظهور علامات خطرة مثل ضيق التنفس أو ألم في الصدر أو زرقة الشفتين والوجه، وكذلك الدوار وفقدان الوعي. كما يجب الاستشارة الطبية عبر الهاتف للحالات الأقل حدة لتجنب نقل العدوى، والاقتصار على زيارة المستشفى عند الضرورة. من المهم اتخاذ قرارات مبنية على تقييم طبي، خصوصًا عند وجود عوامل خطورة أو أمراض مزمنة.

العلاج والوقاية

في الغالب يشفى المصاب تلقائيًا خلال أسبوع تقريبًا مع الراحة والترطيب، لكن في الفئات عالية الخطورة يُوصى باستخدام مضادات فيروسية يجب البدء بها خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لتحقيق أفضل فاعلية. تساعد هذه الأدوية في تقليل مدة المرض ومنع المضاعفات وليست بديلاً عن الراحة أو التغذية الجيدة أو الترطيب الكافي. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء لتجنب التداخلات الدوائية مع حالات مرضية مزمنة.

لمنع انتشار العدوى، ترتكز الوقاية على إجراءات بسيطة مثل البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض حتى مرور 24 ساعة بعد زوال الحرارة، وتجنب التقبيل والمصافحة ومشاركة الأواني. كما ينبغي غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو استخدام مطهر كحولي بنسبة 60% على الأقل، وتغطية الفم والأنف عند العطس بمنديل أو بالكوع، وتنظيف الأسطح المشتركة بانتظام، والتهوية الدورية للغرف لتقليل تركيز الفيروس في الهواء.

منذ عام 2010 أصبح فيروس H1N1 جزءًا من تركيبة اللقاح الموسمي للإنفلونزا، مما يعني أن التطعيم السنوي يوفر حماية فعالة ضد هذا النوع. يوصى بأخذ اللقاح في بداية موسم الخريف، خاصة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات. وتُشير الدراسات إلى أن التطعيم يقلل من احتمال الإصابة أو الدخول إلى المستشفى بنسبة تقارب 40 إلى 60%، حسب السلالة المنتشرة كل عام.

على الرغم من أن H1N1 لم يعد جائحة كما في 2009، فإنه يظل عبئًا صحيًا سنويًا يسبب غيابات كبيرة في المدارس والعمل، ويضغط على وحدات العناية المركزة خلال فترات الذروة. وتبرز أهمية التوعية العامة، لأن سرعة انتشار الفيروس تفرض مسؤولية وقائية جماعية وليست فردية فحسب.

مقالات ذات صلة