رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كل ما تحتاج معرفته عن الإنفلونزا العادية وطرق الوقاية منها

شارك

أعراض الإنفلونزا وأسبابها

يبدأ المرض عادة بارتفاع حرارة مفاجئ وآلام في العضلات مع سعال متكرر. تؤثر الإنفلونزا في الجهاز التنفسي وترافقها علامات مثل الصداع والتعب الشديد والتهاب الحلق والرشح. يتحور فيروس الإنفلونزا من النوعين A وB باستمرار، وهذا يجعل التطعيم الموسمي ضرورة متجددة سنويًا. تشير الإحصاءات إلى أن الإنفلونزا تصيب نحو 20 إلى 40 مليون شخص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها، وتؤدي إلى 20 ألف إلى 50 ألف وفاة خلال كل موسم، فضلًا عن مئات آلاف الحالات التي تحتاج إلى الدخول المستشفى.

الفيروس والانتقال والتحور

يتسبب فيروس الإنفلونزا في عدوى حادة بالجهاز التنفسي ويتميز النوعان A وB بقدرة عالية على التحور المستمر. ينتقل بشكل رئيسي عبر الرذاذ الناتج عن العطس أو السعال أو الكلام، كما يمكن أن ينتقل عبر الأسطح الملوثة التي تبقى فيها قادرة على نقل العدوى لساعات. تؤدي العدوى إلى موجات وبائية في فترات وجيزة، ما يجعل الوقاية والتطعيم أمورًا حاسمة. يُعد التطعيم الموسمي أحد أفضل وسائل الحد من تفشي المرض وتقليل شدته على المجتمع.

موسم الإنفلونزا والتمييز عن البرد

يتفاوت التفريق بين الإنفلونزا ونزلة البرد في بعض العلامات الأساسية، فالإسراع في بداية الأعراض والحرارة المرتفعة والإرهاق الشديد يغلبان على الإنفلونزا. قد تبدأ الإنفلونزا فجأة وتكون الحرارة مرتفعة مع آلام جسدية كبيرة، بينما تتطور نزلة البرد تدريجيًا وتكون الأعراض أخف. وتظل الاختبارات المخبرية هي الطريقة المؤكدة للتمييز بين عدوى الإنفلونزا والكورونا أو غيرها من الأمراض التنفسية. من المهم متابعة الأعراض وتقييم الطبيب خاصة عند وجود عوامل خطورة.

الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات

تتنوع الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات بين كبار السن فوق 65 عامًا والأطفال دون الخامسة خاصة الرضع والحوامل. كما يزداد الخطر لدى المصابين بأمراض مزمنة كالأمراض القلبية أو الرئوية أو الكلوية أو من لديهم جهاز مناعة ضعيف، بالإضافة إلى من يعانون من السمنة المفرطة. وتشتمل المضاعفات على الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والجيوب الأنفية وأحيانًا حالات وفاة نادرة نتيجة فشل الجهاز التنفسي. يؤكد الأطباء أن متابعة العلاج والوقاية تقلل من احتمال حدوث هذه المضاعفات بشكل ملحوظ.

العلاج والوقاية

تبلغ موسم الإنفلونزا ذروته عادة بين ديسمبر وفبراير، بينما يمتد النشاط الفيروسي من أكتوبر حتى مايو في نصف الكرة الشمالي. وتؤكد الإرشادات أن معظم الحالات يمكن إدارتها في المنزل مع الراحة وتوفير السوائل والراحة الكافية. تقلل الأدوية المضادة للفيروسات من مدة الأعراض ومضاعفاتها إذا أخذت خلال أول 48 ساعة من بدء المرض. يظل الاعتماد على العناية المنزلية الأساسية جزءًا أساسيًا من العلاج إلى جانب الراحة والشرب وتخفيف الحرارة والمسكنات عند الحاجة.

التطعيم ودور الوقاية

التطعيم السنوي هو السلاح الأهم للوقاية من الإنفلونزا، وهو لا يمنع العدوى دائمًا لكنه يقلل احتمال الإصابة بما يصل إلى 60٪ ويخفف شدة الأعراض في حال حدوثها. ينصح بتطعيم جميع البالغين والأطفال فوق ستة أشهر سنويًا، مع إعطاء أولوية للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات. تشمل إجراءات الوقاية غسل اليدين جيدًا لمدة 20 ثانية وتجنب لمس الوجه، إضافة إلى التهوية الجيدة وارتداء الكمامة في الزحام واستخدام المناديل عند العطس والكلام وتغطية الفم والأنف بالمرفق. هذه الإجراءات، بجانب التطعيم، تساهم بشكل كبير في تقليل انتقال العدوى داخل المجتمع.

الأثر على الصحة العامة

تلعب الإنفلونزا دورًا مهمًا في الصحة العامة من حيث إنتاجية الأفراد ونظم الرعاية الصحية، إذ تتسبب في ملايين أيام الغياب وتستهلك موارد طبية كبيرة. كما أن قدرتها على التحور المستمر تجعلها تحديًا متجددًا للعلماء في تصميم لقاحات مناسبة لكل موسم. فهم هذه الأبعاد يساعد في تنظيم حملات التطعيم وتوعية المجتمع بالاحتياطات الضرورية خلال موسم الشتاء.

مقالات ذات صلة