رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

“شتا حتا” يلوّن الجبال والوديان بألوان الفرح

شارك

يبدأ اليوم بلطفٍ بلمسات ضوء خفيفة تتسلل من خلف الجبال إلى الوديان برقة، فتصبح كرسائل دافئة ترسلها الشمس الأولى إلى فضاء المكان، وتنعكس هذه اللمسات على صفحة الماء الصافية لتكوّن مشهداً بصرياً يخطف الأنظار.

تجارب متجددة

مع شروق الشمس تدريجياً تتجمع الألوان فوق سفوح الجبال وتتمازج كأنها تتفق على صياغة مشهد جديد ينعش المكان ويمنحه طاقة خاصة، فتبدو الجبال وكأنها تتحرك من سكونها لتشارك زوارها فعاليات شتا حتا، فتفتح ذراعيها لاستقبال محبي المغامرات والباحثين عن التجارب المتجددة وسط طبيعة لا تبخل بعطائها، فأجواء النهار هنا ليست مجرد إضاءة بل عنصر أساسي لصياغة تجربة متكاملة تمتد من الأنشطة الترفيهية إلى التفاصيل التي تعكس روح المنطقة.

ومع تقدم النهار نحو لحظاته الأخيرة، يبدأ المكان في تغيير نبرته البصرية، تخفت ظلال الصخور، وتتحول أشعة الشمس إلى خيوط مائلة تلامس القمم كوداع، وفي هذه اللحظة تحديدا تتجه الأنظار نحو المشهد القادم كمنادي بأن احتفالية الليل تستعد للظهور، حينها تبدأ حتا بارتداء ثوبها الليلي المتوهج، ثوبا يبدو كخيط من ضوء صافٍ ينساب على التضاريس، فتلمع الجبال بلمعان يشبه بقايا نهار لم يغادر بعد، وتذوب الألوان في التضاريس لتشكّل لوحة نابضة بالحياة، يختلط فيها نسيم الشتاء البارد مع دفء الابتسامات التي يستقبل بها أهل المنطقة زوارهم في مشهد يؤكد استمرار التقليد الإماراتي الأصيل في الضيافة.

شبكة لامعة

ومع حلول الليل الكامل، تصبح الأضواء اللغة الأساسية التي يتحدث بها المكان، تتوهج الممرات وتضيء الأزقة وتكتسي الجبال ثوباً من الجمال، حيث تتشابك خيوط الضوء لتشكل شبكة لامعة تبدو كامتداد طبيعي للسماء.

هذه الأجواء المتناغمة كفيلة بأن تمنح الزائر إحساساً بأنه يتحرك داخل فضاء مختلف، يبتعد قليلاً عن الواقع ويقترب أكثر من مشهد خيالي قد لا يتكرر في أماكن أخرى، وفي ذروة هذا الهدوء الليلي يأتي صوت الألعاب النارية ليكسر السكون، حيث تنطلق الألوان في السماء كنبضات متتابعة تتفتح وتختفي في لقطات خاطفة، وتنثر هذه الانفجارات الضوئية أزهاراً من النور فوق الوديان، بينما تتفاعل الجبال مع العروض الضوئية التي تسقط ألوانها على تضاريسها، فتمنحها حالة من الحيوية البصرية تزداد تأثيراً مع كل ومضة.

ألوان الفرح التي ينسجها “شتا حتا” على جبال المنطقة وتضاريسها تنادي الزوار من مسافات أبعد من قلب الحدث، فقبل وصول المسافر تتقدم الأضواء لتقوم بدور المرشد الأول، وتخبره بأن الوهج المتناثر فوق الجبال وانعكاساته على الماء والكثافة الضوئية التي تلون السماء خلفها تجربة تستحق الوقت والرحلة.

مقالات ذات صلة