توضح هذه المقالة أن المخاط والبلغم من أبرز الأعراض المصاحبة للنزلات والالتهابات التنفسية. يُعتبر المخاط طبقة حماية ترطب الممرات وتلتقط الجراثيم قبل دخولها إلى الرئة، بينما البلغم أكثر لزوجة ويتكون حين تزداد الالتهابات أو العدوى. مع ذلك، يزداد سمك المخاط عند المرض وتزداد الرغبة في إخراجه لتجنب انسداد الممرات وتفاقم العدوى. أوضح تقرير صحي منشور على موقع HealthXchange التابع لمجموعة SingHealth في سنغافورة أن إنتاج المخاط عملية طبيعية لحماية الجهاز التنفسي، لكن يزداد سمكه عند المرض ويصبح التخلص منه ضروريًا لتجنب انسداد الممرات وتفاقم العدوى.
يبيّن الأطباء الفرق بين المخاط والبلغم، فالمخاط إفراز رقيق يحافظ على رطوبة الممرات ويجذب الجراثيم قبل وصولها إلى الرئة. ينتج المخاط بشكل رئيسي من بطانة الأنف والجيوب والحلق والرئتين، بينما البلغم هو إفراز أكثر كثافة يُنتج تحديدًا في الشعب الهوائية والرئتين أثناء الالتهابات. عادةً ما يكون المخاط شفافًا، أما البلغم فغالبًا ما يكون أكثر لزوجة ويصاحبه السعال عندما تكون هناك عدوى.
إجراءات منزلية
تشير الإرشادات إلى شرب الماء الدافئ لتحليل المخاط وتخفيف الاحتقان، وتوصي بشرب ثمانية أكواب يوميًا مع تفضيل المشروبات الساخنة مثل اليانسون والزنجبيل.
تُعد الغرغرة بالماء والملح من الوسائل الفعالة لتهدئة الحلق وتنظيفه، حيث يُذاب نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ وتُغرغ لمدة نصف دقيقة.
يساعد استنشاق البخار في ترطيب الممرات وتخفيف اللزوجة، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق وضع ماء ساخن في وعاء وتغطية الرأس بمنشفة لبضع دقائق.
يمكن أيضًا استخدام جهاز ترطيب الهواء في الغرفة للحفاظ على رطوبة الأنف والحلق، خاصة في الطقس البارد أو في الغرف المكيفة.
إجراءات منزلية وخيارات غذائية
يمكن أن تكون الأطعمة والمشروبات الدافئة داعمة، فشاي الأعشاب مثل البابونج والنعناع والزنجبيل يساهم في تهدئة الالتهاب وتليين البلغم.
يوصى بتقليل الأطعمة التي قد تزيد الإفرازات أو تجفف الجسم، مثل الأطعمة الدسمة والمقلية والحارة، وكذلك تقليل الكافيين والكحول.
كما أن الحفاظ على ترطيب الجسم جيدًا عبر الماء وتجنب الجفاف يساعد في تقليل لزوجة المخاط تدريجيًا.
إدارة السعال والراحة
لا يجب كبح السعال بشكل كامل، فالسعال يساعد الجسم على طرد الإفرازات الزائدة ويقلل احتمال تراكم البلغم داخل الرئتين.
ينصح بأن تُترك هذه الآلية تعمل ما لم تسبب إجهاً شديداً أو إرهاقًا، مع الحرص على النوم الكافي وتوفير وضعية الرأس المرتفعة لتسهيل التصريف.
يساعد النوم الجيد على تعزيز المناعة وتقليل إنتاج البلغم تدريجيًا.
تنظيف الأنف بالملح
يساعد الغسول الملحي المتاح في الصيدليات على إزالة الإفرازات الزائدة وتنظيف الجيوب الأنفية، خاصة عند وجود حساسية أو التهابات مزمنة.
إن الانتظام في استخدامه يخفف الاحتقان ويقلل من تهيج الحلق الناتج عن المخاط المتراكم.
يفضل استشارة الطبيب في حال وجود أعراض مستمرة أو بارزة.
النشاط البدني الخفيف
يمتاز المشي الخفيف أو تمارين التنفس العميق بتحسين كفاءة الرئتين وتحريك الإفرازات المحتبسة.
ينصح بتجنب التمارين الشاقة أثناء وجود عدوى حادة لتفادي الإجهاد.
يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الراحة وتقليل مدة الشفاء بشكل عام.
ألوان البلغم ودلالاتها الطبية
يرى الأطباء أن لون البلغم مؤشرًا مبدئيًا على نوع المشكلة الصحية. فالمخاط الشفاف أو الأبيض غالبًا ما يشير إلى نزلة برد بسيطة أو حالة طبيعية. أما الأصفر فغالبًا ما يدل على التهاب فيروسي أو بداية عدوى بكتيرية، بينما يشير الأخضر إلى عدوى أكثر حدة تستدعي مراجعة الطبيب. إذا كان اللون بنياً أو صدئياً فقد يعكس تدخينًا مستمرًا أو وجود دم قديم.
أما اللون الأحمر أو الوردي فيمكن أن يدل على وجود نزف بسيط أو حالة مرضية خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو السل، وهو ما يستلزم استشارة عاجلة. ويؤكد الأطباء أن اللون وحده لا يكفي للتشخيص، بل يجب تقييم الأعراض المصاحبة مثل ارتفاع الحرارة أو صعوبة التنفس. وينبغي عند وجود تغيّر مستمر في اللون استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لفحوص إضافية.
الأسباب الشائعة لتكوّن البلغم الزائد
التدخين يسبب تهيجًا مزمنًا للجهاز التنفسي وزيادة إفراز البلغم. الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، مثل التهاب الشعب الهوائية والجيوب الأنفية، ترفع إنتاج المخاط والبلغم. الارتجاع المعدي المريئي يسبب ارتداد الأحماض إلى الحلق فيثير التهيج وإفرازًا زائدًا. كما تزيد الحساسية الموسمية من إنتاج المخاط استجابة للمثيرات كالغبار والعفن.
أمراض الرئة المزمنة كمرض الانسداد الرئوي المزمن COPD أو الربو تسهم في تكوّن البلغم. ويرى الأطباء أن معالجة السبب الأساسي هي الخطوة الأهم للسيطرة على الإفرازات على المدى الطويل، إضافة إلى العناية المنزلية اليومية. تشير هذه الاستراتيجيات إلى تقليل المخاطر وتحسين الراحة اليومية للمصابين.
