رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

إنفلونزا H3N2: سلالة مرضية تظهر في الطقس البارد

شارك

تعلن الجهات الصحية مع بداية كل موسم بارد عن تجدد التحذيرات من موجات الإنفلونزا. وتبرز هناك سلالة H3N2 كأحد أبرز الأنواع الفرعية لفيروس الإنفلونزا A، وتُعرف بقدرتها العالية على التحور. يطوّر هذا الفيروس نسخًا جديدة بما يجعل التوقعات أكثر صعوبة وتؤثر أحيانًا في فعالية اللقاحات. وذكر تقرير علمي أن سلالة H3N2 ظهرت للمرة الأولى عام 1968 ولا تزال ضمن الأكثر انتشارًا في فصول الشتاء. وتعد من العوامل الرئيسية وراء مواسم الإنفلونزا الشديدة.

سمات سلالة H3N2 وخطورته

ينتمي H3N2 إلى عائلة فيروسات الإنفلونزا A، وهو يصيب الإنسان والحيوان على حد سواء. يتكوّن اسم السلالة من رمزين يعکسان تركيب الفيروس هما H (الهيماغلوتينين) وN (نيورامينيداز)، وهما بروتينان على سطح الفيروس يساعدانه على الالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها. ما يجعل هذه السلالة مقلقة هو قدرته العالية على التغيّر الجيني، إذ يطوّر نسخًا جديدة كل موسم فتصعب توقع السلالات السائدة وتحد من فعالية اللقاحات أحيانًا.

مواسم قاسية سببها H3N2

تشير الإحصاءات إلى أن السنوات التي تهيمن فيها سلالة H3N2 عادةً ما تكون أكثر إصابة ومضاعفات. فعلى سبيل المثال، شهدت الولايات المتحدة موسمين قاسيين في عامي 2014 و2015 حين ظهرت نسخة متحوّرة من الفيروس لم تكن مطابقة تمامًا للسلالة الموجودة في اللقاح. قللت هذه الفروقات من فاعلية التطعيم، لكن الدراسات أشارت إلى أن اللقاح يظل يقلل من احتمال الإصابة الشديدة والوفاة. كما تظل الوقاية مناعية كخطة رئيسة لتقليل العبء الصحي خلال الموسم.

أعراض عدوى H3N2

لا تختلف الأعراض الأساسية كثيرًا عن بقية الإنفلونزا، لكنها قد تكون أشد وطأة وتستمر لفترة أطول عند بعض الفئات. عادة ما تظهر الأعراض بعد يومين من التعرض وتشتمل على ارتفاع في الحرارة وصداع وآلام في العضلات والمفاصل وعطس وسعال جاف والتهاب الحلق. الاحتقان الأنفي يزداد أحيانًا مع الإرهاق الشديد والوهن العام، وتستمر الكحة أحيانًا لأسابيع خصوصًا لدى كبار السن وذوي الأمراض الصدرية.

مضاعفات محتملة للعدوى

في بعض الحالات تتجاوز العدوى الجهاز التنفسي لتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي نتيجة عدوى بكتيرية ثانوية، أو متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وربما التهاب عضلة القلب أو السحايا وتسمم الدم في حالات نادرة. تزداد احتمالات هذه المضاعفات بين الأطفال الصغار، وكبار السن فوق 65 عامًا، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري والربو أو من لديهم ضعف في المناعة. وتزداد المخاطر أيضًا عندما تكون المناعة ضعيفة أو توجد أمراض مزمنة مسبقة.

التشخيص والعلاج المتاح

يعتمد الأطباء في تشخيصها على الفحص السريري وملاحظة الأعراض، وقد يُطلب اختبار سريع للإنفلونزا عبر مسحة أنفية لتحديد النوع بدقة. في مراكز متقدمة، تُستخدم تحاليل جزيئية تميّز السلالة الفرعية مثل H3N2 وتساعد في اختيار العلاج الأنسب. وإذا أُجرى التشخيص مبكرًا خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض وكانت الحالات ضمن الفئات المستهدفة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات. كما أن المضادات الحيوية ليست فعالة في علاج الإنفلونزا الفيروسية إلا إذا ظهرت عدوى بكتيرية لاحقة.

الوقاية وسبل الحماية

تُعد اللقاحات الموسمية أفضل وسائل الوقاية وتُحدَّث سنويًا وفقًا للسلالات المنتشرة في نصف الكرة الجنوبي. إلى جانب اللقاح، تُوصى المراكز الصحية بغسل اليدين جيدًا وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام منديل أو المرفق، وتجنب ملامسة الوجه بعد لمس الأسطح العامة، والابتعاد عن الانتشار بتجنب الخروج من المنزل عند الشعور بالمرض. كما تشدد التوجيهات على تهوية الأماكن المغلقة وتقليل الاختلاط في موسم الذروة، مع الحفاظ على رعاية جيدة للحالات المصابة حتى لا ينتقل المرض. وتُشدد على الابتعاد عن التعامل المباشر مع الحيوانات، خصوصًا الخنازير، للحد من انتقال السلالات المشتركة بين الإنسان والحيوان.

مقالات ذات صلة