تشهد سماء المنطقة العربية مساء اليوم زخّة شهب التوأميات، وهي من أفضل وأغزر زخات الشهب السنوية، كما أكد المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي وعضو في منظمة الشهب الدولية.
نشاط زخة التوأميات وتفاصيلها
يوضح عودة أن مصدرها الظاهري يقع في كوكبة التوأمين، وأن الشهب الناتجة عنها تعود إلى الكويكب فيثون، الذي يتصرف أحياناً كما لو كان مذنباً فيسقط غباراً يبقى في مداره، وعندما تمر الأرض عبر هذا المدار سنوياً تحترق الحبيبات عند دخولها الغلاف الجوي فتُرى كالشهب بالعين المجردة.
لا تشكل الشهب خطراً على سطح الأرض لأنها تحترق قبل الوصول إليه، لكنها قد تشكل خطراً محدوداً على الأقمار الصناعية بسبب سرعتها العالية، إذ يمكن لجسيمات صغيرة أن تؤثر في الأجهزة الحساسة أثناء مرور الزخات الشهابية القوية.
مواعيد الرصد وفرص المشاهدة
تُعد الفترة من مساء اليوم وحتى الغد الأنسب للرصد، خاصة مع غياب القمر معظم ساعات الليل، مما يوفر ظروفاً مثالية للمشاهدة. تتميز شهب التوأميات بكثافتها وجودتها مقارنة بسائر الزخات، إذ تبلغ سرعتها نحو 35 كيلومتراً في الثانية، وهي سرعة تعتبر بطيئة نسبياً فتتيح رؤية الشهب لفترة أطول أثناء عبورها السماء.
يصل عدد الشهب خلال فترة الذروة إلى نحو 120 شهاباً في الساعة في أماكن مظلمة تماماً، بينما لا يتجاوز العدد في المدن عشر شهب في الساعة في أفضل الأحوال. ويبقى المعدل المثالي مرتفعاً، حيث يصل إلى نحو 100 شهاب أو أكثر في الساعة لمدة تتراوح بين 10 و12 ساعة حول وقت الذروة.
ودعا عودة هواة الفلك والمهتمين برصد الظواهر إلى اختيار مواقع مظلمة بعيداً عن أضواء المدن، والبدء بالرصد اعتباراً من الساعة التاسعة مساءً، وتزداد أعداد الشهب تدريجياً بعد منتصف الليل وحتى قبيل الفجر. كما نُصح بتوجيه النظر بعيداً عن كوكبة التوأمين بنحو 45 درجة، وعلى ارتفاع مماثل عن الأفق، لما لذلك من دور في تحسين فرص المشاهدة.








