تؤدي الكليتان دورًا كبيرًا في تصفية الفضلات وتوازن السوائل يوميًا دون عناء. وتظهر علامات الخلل عندما تفقدان القدرة على أداء هذه الوظائف الأساسية بشكل طبيعي. فهم هذه العلامات يساعد في الكشف المبكر وتجنب التلف الكبير للكلى في المستقبل.
البول الرغوي
البول الرغوي غالبًا ما يشير إلى وجود بروتين في البول وهو مؤشر مهم على إرهاق الكلى. تشير دراسات إلى أن وجود رغوة مستمرة قد يدل على بيلة بروتينية، وتختلف النسب لكنها ترتفع بين المصابين بمشكلات الكلى المزمنة في مراحلها المبكرة. وفي حالات مرضى السكر، يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى تلف مرشحات الكلى وتسرّب البروتين إلى البول.
تورم الكاحل
تورم القدمين أو الكاحلين في المساء قد يكون علامة على عجز الكليتين عن التخلص من السوائل والأملاح بشكل صحيح. فالكليتان السليمتان تتمتعان بآلية تحافظ على البروتين في الدم وتوازن السوائل، وعندما ينخفض مستوى البروتين وترتفع نسبة البروتين في البول يتجمع التورم في المناطق المنخفضة جاذبيًا. وتشير أبحاث إلى أن الوذمة مرتبطة باختلال وظائف الكلى المزمن وتؤثر على الحركة اليومية وتوازن الجسم.
الإرهاق
قد يظهر الشعور بالإرهاق المستمر كعلامة مبكرة على مشاكل الكلى. فالخلل في الترشيح يضع عبئًا إضافيًا على أجهزة الجسم ويقلل من القدرة على إنتاج الدم والمواد الضرورية. وتزداد الأعراض سوءًا مع وجود السكري، الذي يرفع مخاطر التلف الكلوي إذا لم يتم التحكم في السكر والضغط بشكل مناسب.
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ وغير مبرر قد يجهد الأوعية الدموية الكلوية ويقلل من قدرتها على الترشيح. كما أن السكري يفاقم الضرر على النيفرونات مع مرور الزمن، خصوصًا إذا لم يتم تنظيم الضغط والسكر. وتبرز علاقة قوية بين وجود ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مخاطر تطور مرض كلوي مزمن، خاصة عند كبار السن.
التبول الليلي
التبول الليلي المتكرر يزعج نومك ويدل أحيانًا على خلل في وظائف الكلى. فالاحتفاظ بالجسد للسوائل خلال النهار وطرحها أثناء الليل يمكن أن يشير إلى خلل في قدرة الكلى على تنظيم السوائل. وتشير بعض الدراسات إلى أن وجود تبول ليلي مع ارتفاع ضغط الدم يزيد من صعوبة السيطرة عليه حتى مع العلاج الموجه للسكري.
السكري هو الرابط بين هذه العلامات
يعد داء السكري السبب الرئيسي لتلف الكلى على مستوى العالم، حيث يؤدي إلى اعتلال الكلى السكري في كثير من الحالات المتقدمة. وتظهر دلائل أن مستوى HbA1c المرتفع وغياب السيطرة على السكر يرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بمرض كلوي مزمن لدى مرضى السكري من النوع الثاني. كما يبرز أن التحكم الكامل في السكري وضغط الدم يقلل من احتمالية تطور التلف الكلوي مع مرور الوقت ويكشف التعرُّض المبكر لعلامات مثل الرغوة في البول وتورم الأطراف قبل ظهور الأعراض الأخرى.
فحوصات للكشف عن مشكلات الكلى
إذا لاحظت أي علامة من العلامات السابقة، خاصة إذا كان لديك مرض السكري، فاعتمد فحوصات مخبرية لقياس نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول ومعدل الترشيح الكبيبي المقدر وتحاليل الدم. ينصح مرضى السكري بإجراء الفحص سنويًا بغض النظر عن حالتهم الصحية، مع تغيير نمط الحياة مثل تقليل استهلاك الملح والحفاظ على HbA1c أقل من 7% وممارسة النشاط البدني اليومي والتوقف عن التدخين. يمكن لهذه الفحوصات أن تكشف مبكرًا وجود بروتين في البول أو انخفاض الترشيح الكبيبي قبل أن يظهر التلف بشكل واضح.








