رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

طنين الأذن: الأعراض والأسباب وطرق العلاج

شارك

يعاني الكثير من الناس من طنين الأذن، وهو إدراك صوت داخلي دون وجود مصدر خارجي. يُسمع الصوت غالباً من قبل الشخص المصاب فقط. قد يتخذ أشكال عدة كالرنين أو الأزيز أو النقر. وتكون الحالة مزمنة إذا استمر الصوت ثلاثة أشهر أو أكثر، وعادةً ما تتحسن مع مرور الوقت لكنها قد تبقى في بعض الحالات.

الأعراض الشائعة

قد يسمع المصاب رنيناً أو هديراً أو صفيراً أو صوتاً يشبه قرعاً. يمكن أن يكون الصوت خفيفاً أو عالياً، مستمراً أو متقطعاً. قد يلاحظ الشخص تغيراً بسيطاً في الصوت عند تحريك الرأس أو العينين. يطلق على هذا النوع أحياناً اسم الطنين الحسي الجسدي عندما يتغير مع حركة الجسم.

لا يمكن في جميع الحالات تحديد السبب بدقة، ولكن يتضح أن عدة عوامل تساهم في ظهوره. يسهم التعرض للضوضاء الصاخبة في ظهور الطنين بشكل رئيسي، مثل ضجيج الآلات والموسيقى العالية وإطلاق النار. يصبح فقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر أو التعرض المستمر للضوضاء عاملاً مساعداً، لكن ليس كل من يفقد السمع يعاني من الطنين. قد تسبب بعض الأدوية طنين الأذن، خاصة عند وجود جرعات عالية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وبعض مضادات الحيوية وأدوية السرطان والملاريا.

قد يؤدي انسداد قناة الأذن بالشمع أو وجود سوائل بسبب عدوى إلى توليد إحساس بالطنين. وتظهر بعض الحالات نتيجة هذه العوامل وتكون مصحوبة بأعراض أُخرى في الأذن. وتُعد التغيرات الأقل شيوعاً مثل تغير ضغط الهواء في الأذن ومشكلات مفصل الفك وأورام مثل الورم العصبي السمعي من الأسباب المحتملة. وتربط بعض الأمراض المزمنة مثل السكري والصداع النصفي واضطرابات الغدة الدرقية وفقر الدم والذئبة والتصلب المتعدد بالطنين، بينما يظهر في أحيان كثيرة بلا سبب واضح.

لماذا يصدر الدماغ هذه الأصوات؟

يرى الخبراء أن الطنين يمثل تلفاً في الأذن الداخلية يؤثر في الإشارات المرسلة إلى الدماغ. وتبين الأبحاث أن القشرة السمعية هي موقع التلف المسؤول عن توليد الإشارات الوهمية. كما تشير الدراسات إلى أن أجزاء من الدماغ المعنية بالانتباه والعواطف تفسر كيف يمكن أن يزيد التوتر أو القلق من حدة الطنين.

التشخيص

يبدأ تشخيص طنين الأذن عادة بفحص عام يهدف إلى استبعاد وجود شمع الأذن أو علامات عدوى في الأذن. ثم يحيل الطبيب المريض إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة لإجراء فحص أعمق وتقييم شدة الطنين. قد يجري أخصّائي السمع اختبارات سمع وتقييماً للطنين، وفي حالة وجود طنين نابض وأعراض مقلقة قد يلزم التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للوقوف على السبب.

يساعد التصوير في استبعاد حالات قد تكون خطيرة وتفسير وجود الطنين النبضي. يعتمد القرار النهائي على وجود أعراض إضافية ونتائج اختبارات السمع والتقييم الإكلينيكي. يتيح ذلك وضع خطة علاج مناسبة وتوقعات أكثر دقة للمريض.

خيارات العلاج

لا يوجد علاج نهائي للطنين، لكن يمكن تخفيف الأعراض عبر وسائل متعددة. يعتمد العلاج الصوتي على إدماج أصوات خارجية لتغطية الإحساس بالطنين، ويشمل مولدات صوت وتطبيقات هاتفية إضافة إلى مساعدات سمعية. تتوافر أجهزة صوتية داخل الأذن وأجهزة ثنائية الغرض تجمع بين التضخيم وتوليد الصوت. يهدف العلاج إلى تقليل استماع المصاب للطنين وتحسين جودة النوم والتركيز.

يستخدم العلاج السلوكي لمساعدة المرضى على التحكم في استجابتهم العاطفية تجاه الطنين. يشمل العلاج المعرفي السلوكي استراتيجيات لتخفيف القلق والتوتر المرتبطين بالطنين وتغيير طريقة التفاعل معه. كما قد يوجه اختصاصيو إعادة التأهيل نحو تمارين صوتية منخفضة الشدة وتدرّيج الوعي بالطنين تدريجيًا.

لا توجد أدلة كافية تدعم فاعلية المكملات الغذائية لعلاج الطنين، بينما قد يصف الأطباء مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة على النوم وتحسين المزاج عندما يعوق التوتر الحياة اليومية. لا تُستخدم أدوية محددة لعلاج المرض بشكل مباشر، وإنما تستخدم لدعم النوم أو المزاج حسب الحاجة. ويجب متابعة الطبيب لتقييم أي علاج وتجنب الاعتماد على ادعاءات غير مدعومة علمياً.

مقالات ذات صلة