رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أعراض H1N1 عند الأطفال ومتى تشكل الأنفلونزا خطراً عليهم

شارك

توضح وزارة الصحة أن فيروس H1N1 ينتمي إلى سلالات الإنفلونزا التي تصيب الجهاز التنفسي وتنتشر بسرعة بين الأشخاص. ينتقل عادة عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل بلمس الأسطح الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم. وتبقى بعض الحالات النشاط الفيروسي على الأسطح لساعات، ما يزيد من احتمالات العدوى في البيئات المغلقة والمدارس.

الأطفال الأكثر عرضة

رغم أن الجميع قد يصيب بالفيروس، فإن الأطفال دون السنتين يعتبرون الأكثر هشاشة، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو واضطرابات المناعة. وتشير الإحصاءات إلى أن من تقل أعمارهم عن 25 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة مقارنة بكبار السن، الذين قد يمتلكون مناعة جزئية بسبب تعرضهم لأنماط قديمة من الفيروس. ويدفع هذا الوضع إلى ضرورة متابعة دقيقة من الأهل عند ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا بين الأطفال في هذه الفئة.

الأعراض الأولية للعدوى

تظهر الأعراض عادة بعد يوم أو يومين من التعرض للفيروس. تشمل ارتفاع الحرارة، القشعريرة، السعال، احتقان الأنف، والصداع. قد يعاني بعض الأطفال من آلام عضلية شديدة وإرهاق ملحوظ، وتظهر أحيانًا علامات على الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو القيء أو الإسهال.

قد تظل الأعراض خفيفة في بعض الحالات وتبدأ بشكل بسيط، لكنها قد تتطور إلى صعوبات في التنفّس والتهابات رئوية. عندها يحتاج الطفل إلى متابعة دقيقة من الأهل وربما تدخل طبي. تميّز الإنفلونزا H1N1 عن نزلات البرد عادةً بتلك الأعراض المصاحبة للجهاز الهضمي وآلام الجسم الشديدة.

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

إذا تجاوزت درجة حرارة الطفل 38 درجة مئوية واستمرت لأكثر من يومين، أو ظهرت عليه صعوبة في التنفس، أو كان هناك لون أزرق في الشفتين أو الوجه، أو خمول غير مبرر، أو قيء متكرر، يجب التوجه للطبيب بدون تأخير. الأطفال الذين يبدو أنهم غير قادرين على الشرب أو لا يتفاعلون مع المحيط معرضون للجفاف أو المضاعفات التنفسية الشديدة. كما أن عودة الحمى بعد تحسن مؤقت من الإنفلونزا تُعد علامة إنذار لاحتمال وجود التهاب رئوي ثانوي.

تشخيص العدوى بدقة

يبدأ الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض ومدتها، ثم إجراء فحص سريري، يليه أخذ مسحة من الأنف أو الحلق لتأكيد وجود الفيروس. وتُستخدم نتائج هذا الفحص لتحديد ما إذا كانت الحالة تستدعي علاجًا دوائيًا أم يمكن الاكتفاء بالرعاية المنزلية. كما أن تشخيص العدوى يساعد في متابعة الحالة وتحديد الحاجة لإشراف طبي مستمر.

دور الأدوية المضادة للفيروسات

لا يحتاج معظم الأطفال إلى علاج دوائي خاص، إذ يتعافى الجسم تلقائيًا بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، في الحالات المتوسطة أو الشديدة، يمكن للطبيب أن يصف أوسيلتاميفير لتقليل مدة المرض وتخفيف الأعراض، شرط البدء خلال أول 48 ساعة من ظهور العلامات. ويُحذر الأطباء من إعطاء الأطفال الأسبرين أثناء الإصابة بالإنفلونزا بسبب احتمال ارتباطه بمضاعفات خطيرة تعرف بمتلازمة راي.

الوقاية تسبق العلاج

تظل اللقاحات الموسمية التي تحتوي على مكونات مضادة لـ H1N1 وسيلة فعالة للوقاية، خاصة للأطفال والحوامل وكبار السن. كما أن الالتزام بغسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية، والتهوية الجيدة في المنازل والمدارس تقلل من فرص العدوى بشكل كبير. الالتزام بمبادئ الوقاية يساهم في تقليل انتشار الفيروس وحماية الفئات الأكثر عرضة.

مقالات ذات صلة