أطلق فريق من الباحثين الهنود إطار عمل مدعوم بالذكاء الاصطناعي باسم OncoMark. يهدف الإطار إلى فهم السرطان من الداخل عبر تحليل العمليات الجزيئية التي تمكّن الخلايا السرطانية من النمو والبقاء والانتشار. نشرت الدراسة في مجلة Communications Biology من قبل الفريق. وتم تدريب النموذج على بيانات جينية من 3.1 مليون خلية سرطانية شملت 14 نوعاً من السرطان. وخضعت الاختبارات على خمس مجموعات بيانات مستقلة فحقّقت الدقة 96% كحد أدنى بالإضافة إلى قدرة عالية على التنبؤ بشراسة الورم واحتمالات الانتشار ومقاومة العلاج.
يرتكز التشخيص السريري التقليدي على حجم الورم وموقعه ومدى انتشاره في الجسم، ولكنه لا يكشف ما يحدث داخل الخلية على المستوى الجزيئي. هذه العوامل الظاهرة لا تمنح صورة كاملة لسلوك السرطان وشراسته. تشير الأبحاث إلى وجود السمات المميزة للسرطان مثل النمو غير المنضبط وتجنب الموت الخلوي والهجوم على الأنسجة، إضافة إلى قدرة السرطان على الهروب من جهاز المناعة، وتوجد إشارات إلى أن هذه السمات قد تصل إلى عشرة أنماط رئيسية. وعندما تحدث هذه التغيرات قبل ظهور الورم في الصور الإشعاعية، يصبح اكتشافها مبكرًا أمرًا حاسمًا.
كيف يعمل OncoMark
يعتمد إطار OncoMark على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الجينية. تم تدريب النموذج على بيانات جينية من 3.1 مليون خلية سرطانية وشمل 14 نوعاً من السرطان. يحلل الإطار كيفية تفاعل السمات السرطانية معاً لدعم نمو الورم ومقاومته للعلاج ويُنتج ملفاً جزيئياً تفصيلياً للورم يبيّن نشاط كل سمة من السمات. وخلال الاختبارات، خضع النظام لتقييم عبر خمس مجموعات بيانات مستقلة وتحقّق من دقة عالية وتوقعات مميزة لسلوك الورم.
تأثير على العلاج الدقيق
يسعى OncoMark إلى أن يصبح قاعدة لاتخاذ قرارات علاجية مبنية على البصمة الجزيئية للسرطان وليس على حجم الورم فحسب. يتيح ذلك تصميم خطط علاج فردية لكل مريض وتحديد العلاجات الأكثر فاعلية منذ البداية. يمكن أن يسهم ذلك في تحسين نتائج العلاج وتقليل التعرض لعلاجات غير ضرورية. كما يدعم تعزيز مفهوم الطب الدقيق في الممارسة السريرية.
المستقبل والتطوير
يخطط فريق البحث لدمج OncoMark في الممارسة السريرية اليومية وتوفير إمكانية استخدامه مباشرة من قبل أطباء الأورام أثناء تقييم المرضى. كما يسعون لتوسيع نطاق التطبيق ليشمل سرطانات الدم وأنواع السرطان النادرة والحالات غير الصلبة. وحتى الآن، يظل النهج في طور التطوير، ولكنه يمثل خطوة مهمة نحو علاج أكثر دقة وتخصيصاً.








