أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) مع بدء موسم الشتاء عن انتشار مبكر لسلالة متحورة من الإنفلونزا تعرف بـ H3N2 وتُلقبها السلطات بـ«الإنفلونزا الخارقة» بسبب شدتها وسرعتها في الانتشار. تسبب هذه السلالة ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الدخول إلى المستشفيات، وهو ما أثار قلق السلطات الصحية والجمهور على حد سواء. وتشير البيانات إلى زيادة ملحوظة مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، مما يجعل تعزيز الوقاية أمراً ضرورياً.
لماذا يطلق عليها هذا الاسم؟
تصنف H3N2 كنسخة متحورة من الإنفلونزا الموسمية من النوع A، ويُعتقد أنها أكثر عدوى من السلالات التقليدية. يوضح الأطباء أن سبب خطورة هذه السلالة هو انخفاض المناعة المكتسبة في المجتمع نتيجة قلة التعرض لها في السنوات الأخيرة. ويشيرون إلى أن هذا النقص يجعل الإصابة وتطور المضاعفات أكثر احتمالاً لدى فئات محددة من السكان.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
وفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، تشمل الفئات المستهدفة بتلقي اللقاح الأطفال خصوصاً من عمر 5 إلى 14 عاماً، إضافة إلى كبار السن فوق 65 عاماً والحوامل. كما ينتبه الأطباء إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والرئة، فهم أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة عند الإصابة بـ H3N2. وتؤكد البيانات أن التطعيم المبكر يلعب دوراً محورياً في تقليل خطر المضاعفات لهذه الفئات.
ارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات
تشير بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية إلى زيادة في حالات دخول المستشفيات بنسبة 56% مقارنةً بالأسبوع نفسه من العام الماضي، بينما بلغ المتوسط اليومي لعدد المصابين بالإنفلونزا حوالي 2660 مريضاً، وهو أعلى معدل لهذا الوقت من العام على الإطلاق. وأوضح الدكتور كونال واتسون، استشاري علم الأوبئة في UKHSA، أن الوقت بدأ ينفد للحماية قبل حلول موسم الأعياد، وأن اللقاح يبقى متاحاً لكن التطعيم المبكر أمر حيوي للوقاية من المضاعفات، خصوصاً للفئات الأكثر عرضة. وتسعى السلطات إلى دعم المستشفيات لتوفير الموارد اللازمة خلال موسم الشتاء.
أعراض الإنفلونزا الخارقة H3N2
تتشابه أعراض H3N2 مع الإنفلونزا الموسمية لكنها عادة ما تكون أكثر حدة. تشمل علامات المرض ارتفاعاً في الحرارة وقشعريرة، وآلاماً جسدية شديدة، وسعالاً مستمراً، وصداعاً شديداً، والتهاب الحلق وسيلان الأنف أو انسداده. كما يظهر التعب والإرهاق الشديدان، وأحياناً اضطرابات هضمية مثل الإسهال والقيء. وتتزايد الأعراض في كثير من الحالات وتؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة من نزلات البرد العادية.
العلامات التحذيرية التي تستدعي التدخل الطبي الفوري
تشير العلامات التحذيرية إلى وجود مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الطبي الفوري، ومنها صعوبة التنفس أو ضيقه وألم في الصدر. كما قد يظهر الارتباك أو تغيّر في مستوى الوعي، وجفاف شديد، وهذه الإشارات تستدعي التوجه إلى الطوارئ أو الاتصال بالطبيب فورًا. تعتبر هذه المؤشرات علامة حمراء تستدعي تقييم الرعاية الصحية دون تأخير.
الوقاية والحماية
ينصح الخبراء باتباع إجراءات وقائية لتقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا الخارقة، وتشمل تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي خصوصاً للأطفال وكبار السن والحوامل. كما يُنصح بارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند الشعور بأي أعراض تكنفية، والحفاظ على النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام. يُفضل العزل المنزلي عند ظهور الأعراض لتجنب نقل العدوى، مع المراجعة الطبية المبكرة في حال ظهور علامات تحذيرية أو مضاعفات.
الفرق بين H3N2 ونزلات البرد العادية
بينما تشترك نزلات البرد والإنفلونزا في بعض الأعراض مثل السعال وسيلان الأنف، فإن الإنفلونزا الخارقة عادة ما تكون أشد وتؤدي إلى مضاعفات قد تهدد الحياة. يركز الأطباء على ضرورة التمييز بينهما بناءً على سرعة تفاقم الأعراض وحدّتها خلال فترات انتشار السلالات المتحورة. وبناءً عليه، تبقى الوقاية والتطعيم من أبرز وسائل الحد من مخاطر الإصابة والمضاعفات.








