تؤكد الدراسات أن بعض عادات الصباح الشائعة قد تضعف امتصاص فيتامين ب12 مع مرور الوقت. يعتبر فيتامين ب12 أساسياً لإنتاج الطاقة وصحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء. كما أن الجسم لا يخزّن كميات كبيرة منه على المدى الطويل، لذا فإن أي خلل بسيط في الامتصاص أو زيادة الفقد قد يؤدي تدريجيًا إلى نقص قد يسبب تعبًا وضعفًا وتغيرات في الذاكرة. أمام هذه الحقيقة، يتضح أن روتين صباحي يبدو صحيًا يمكن أن يسهم في استنزاف مخزون فيتامين ب12 إذا تكرر يومًا بعد يوم.
من بين العادات الشائعة التي قد تبدو صحية شرب القهوة أو الشاي مبكرًا وبشكل متكرر. وتبيّن أن من يستهلك أربعة فناجين يوميًا أو أكثر لديهم انخفاض في مستويات فيتامين ب12 في بلازما الدم مقارنة بمن لا يشربون القهوة. كما رُبطت بيانات غذائية بين استهلاك القهوة ومركبات مثل حمض الكلوروجينيك والبوليفينولات وانخفاض في مستويات فيتامين ب12 والفولات في الدم، خصوصاً مع الاستهلاك المتكرر للقهوة. وبمرور الوقت قد تتراكم هذه الانخفاضات وتؤثر سلباً على قدرة الجسم على امتصاص الفيتامين.
عادات صباحية تؤثر في الامتصاص
تناول مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون مبكراً في اليوم عادة شائعة لتخفيف اضطرابات المعدة، لكنها قد تضعف امتصاص فيتامين ب12. فخفض حموضة المعدة يقلل من تحرير فيتامين ب12 من الطعام وربطه بالعامل الداخلي اللازم للامتصاص. وتثبت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الاستخدام المزمن لهذه الأدوية قد يخفض مستوى حمض المعدة وبالتالي يقلل من قدرة الجسم على استخلاص ب12 من الغذاء. وهذا الأمر مهم بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أو التهاب المعدة والذين يعتمدون على هذه الأدوية لفترات طويلة.
تناول وجبة إفطار غنية بالألياف مع أطعمة غنية بفيتامين ب12 قد يبدو خياراً صحياً، لكن الإفراط في الألياف قد يعيق الامتصاص في بعض الحالات، لا سيما عند وجود مكملات. وتشير المعطيات إلى أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للألياف قد تؤثر على التوافر الحيوي لفيتامين ب12. كما أن تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان أو مكملات الكالسيوم في نفس الوقت قد يقلل من امتصاصه، لذا يجدر التفكير في توقيته بين الوجبات.
ينصح بتناول فيتامين ب12 على معدة فارغة مع الماء فقط، والانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل تناول وجبة الإفطار أو القهوة أو أي مكملات أخرى. عند تناول فيتامين ب12 مع وجبة تحتوي على ألياف أو كالسيوم أو معادن أخرى، قد ينخفض معدل امتصاصه. إذا كان الجدول الزمني اليومي صعب التطبيق، يمكن تنظيم الجرعة صباحاً قبل الإفطار ثم تناول الوجبة بعد ذلك وفق ما يراه الشخص مناسباً.
عوامل الحياة الأخرى
إلى جانب العادات الغذائية وتوقيت المكملات، يؤثر التدخين سلباً على وظيفة الجهاز الهضمي وإطلاق وامتصاص فيتامين ب12 من الطعام. كما يمكن أن تعيق اضطرابات الجهاز الهضمي مثل انخفاض حموضة المعدة أو اختلال توازن الميكروبيوم امتصاصه تدريجيًا، خاصة إذا اعتمد الشخص على مضادات الحموضة لفترات طويلة. وبناءً عليه، تبقى العناية بنمط الحياة وتعديل بعض العادات اليومية جزءاً هاماً من تقليل مخاطر النقص مع مرور الوقت.








