يواجه كثيرون مشكلة محرجة ترتبط بالقلق وتُعرَف بمتلازمة الأمعاء الخجولة. تجعل هذه الحالة دخول الحمام خارج المنزل صعبًا أو أحيانًا مستحيلاً رغم الحاجة الملحة للتبرز. يرتبط القلق بنشاط زائد للجهاز العصبي وتشنج في عضلات قاع الحوض ما يثبط حركة الأمعاء. وبذلك يؤثر ذلك بشكل مباشر على الصحة الجسدية وجودة الحياة الاجتماعية.
تعريف المتلازمة وسببها
تعرف المتلازمة بأنها اضطراب قلق يجعل التبرز خارج المنزل أمراً يثير توتراً شديداً لدى المصاب. يرتبط الاستجابة العصبية بالحالة بتنشط الجهاز العصبي السمبثاوي وتشنج عضلات الشرج وقاع الحوض، ما يعرقل حركة الأمعاء. يكون التبرز خارج بيئة آمنة كالبيت أمراً صعباً أو مستحيلاً في كثير من الحالات.
الأعراض والمخاطر المرتبطة
عند محاولة التبرز خارج المنزل، قد يتجلّى القلق من خلال تسارع ضربات القلب والتعرق والغثيان والرعاش وتوتر العضلات وفقدان الشعور بالسيطرة. قد يدفع الخوف المصاب إلى تجنّب تناول الطعام خارج المنزل وتقليل الكميات قبل الخروج، بل والانكفاء عن المناسبات الاجتماعية. في الحالات الشديدة قد يصبح التبرز مستحيلاً حتى داخل المنزل عندما يتواجد أشخاص آخرون، ما يفاقم القلق وحالة الحوض.
العلاقة مع القولون العصبي واضطرابات القلق
تشير الدراسات إلى أن القلق المرتبط بالتبرز يظهر بشكل خاص بين المصابين بمتلازمة القولون العصبي واضطرابات القلق الاجتماعي والهلع. يؤدي التوتر النفسي إلى تفاقم أعراض الجهاز الهضمي، وفي المقابل قد تزيد الأعراض من مستوى القلق مما يخلق حلقة مفرغة. لذلك تتطلب الحالة رصدًا وتعاونًا بين العلاج النفسي والجهاز الهضمي.
طرق عملية للتخفيف من الخوف
ينصح الخبراء بأن يتذكر الشخص أن مرحلة التبرز هي أمر فسيولوجي يمر به الجميع دون استثناء. يمكن تخفيف الإحراج من خلال تصور موقف محترم لشخص تعرفه وهو يواجه نفس المشكلة، كما يمكن حمل رذاذ عطري أو استخدام عبوة لتنظيف الهواء أثناء القضاء. كما يساعد التنفس العميق وتمارين اليقظة الذهنية والتعرض التدريجي للمواقف على تقليل التوتر مع الوقت.
متى يجب طلب المساعدة الطبية
يجب مراجعة الطبيب أو الاختصاصي النفسي إذا أثرت المشكلة في العمل أو العلاقات الاجتماعية، أو صاحبها كان يعاني إمساكاً مزمناً أو ألمًا متكررًا. يؤدي التدخل المبكر إلى منع المضاعفات الجسدية والنفسية وتحسن القدرة على العودة للنشاط اليومي. في هذه الحالات يمكن وضع خطة علاج مخصصة تشمل العلاج السلوكي المعرفي أو أحياناً خيارات دوائية بحسب تقييم الطبيب.








