رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

علماء يطورون نموذج قلب مصغر لدراسة الرجفان الأذيني

شارك

أعلن فريق بحثي من جامعة ولاية ميشيغان عن تطوير نماذج مصغرة للقلب البشري تعرف بالعضيات القلبية، وتستخدم لمحاكاة الرجفان الأذيني. تبلغ هذه العضيات نحو حبة عدس وتتمتع بدقة عالية تسمح بدراسة نمو القلب وأمراضه واستجابته للأدوية، كما يمكن رؤية نبضها بشكل واضح بالعين المجردة. وتشمل النماذج ثلاثية الأبعاد هياكل تشبه الحجرات وشبكات وعائية تحتوي على الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.

في عام 2020 بدأ الباحث أيتور أغيري وفريقه من جامعة ولاية ميشيغان في بناء هذه العضيات باستخدام خلايا جذعية بشرية متبرع بها يمكن أن تتطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا. وتُعتبر هذه العضيات قلبًا حقيقيًا مصغرًا يمتلك حجرات وشبكات وعائية، ما يسمح بدراسة نموه وأمراضه واستجابته للأدوية بشكل لم يكن ممكنًا سابقًا. لاحقًا أضيفت خلايا مناعية تعرف بالبلاعم لضمان النمو الصحي وتكوين النسج، ثم أُتيح إثارة التهاب في العضيات لإنتاج نمط من عدم انتظام ضربات القلب يحاكي الرجفان الأذيني. نشرت النتائج في مجلة Cell Stem Cell.

تفاصيل الإنشاء والتجربة

يمكن استخدام النموذج الجديد لدراسة أنسجة القلب الحية مباشرة، وهي ميزة لم تكن متاحة من قبل. عندما أضيفت جزيئات التهابية بدأ قلب العضيات بالنبض بشكل غير منتظم ثم أُدخل دواء مضاد للالتهابات فاستعاد الإيقاع جزئيًا. تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير أدوية جديدة تستهدف الآليات الكامنة وراء الرجفان الأذيني بشكل أسرع وأكثر أمانًا. كما يشير الباحثون إلى أن نقص النماذج الحيوانية الموثوقة كان عائقًا رئيسيًا أمام تطوير علاجات لهذا الاضطراب.

آفاق استراتيجية وتبعاتها

يرى الباحثون أن هذا النموذج قد يسرّع تطوير العلاجات ويتيح دخول أدوية جديدة إلى السوق بما يوفر خيارات أكثر أمانًا وتكلفة أقل للمرضى. ستتيح المنظومة الجديدة اختبار خيارات علاجية متعددة قبل التقدم إلى التجارب السريرية، مما يحسن الكفاءة ويقلل مخاطر التطوير. تساعد هذه النماذج في فهم آليات الرجفان الأذيني بصورة عميقة وتدعم استراتيجيات أكثر فاعلية للأدوية. بذلك يتحسن مستوى الرعاية الصحية لمرضى الرجفان الأذيني حول العالم.

مقالات ذات صلة