أعلنت شركة سبيس إكس أن غياب تبادل بيانات الموقع والمدار بين مشغلي الأقمار الصناعية كان السبب الرئيسي للاقتراب الخطير. وأوضحت أن القمر الصناعي الصيني اقترب من قمر ستارلينك بمسافة تقارب 200 متر، وذلك على ارتفاع يقارب 560 كيلومترًا. وأشارت إلى أن هذه الواقعة جرت خلال الفترة الأخيرة في الأسبوع الماضي، وتعيد إلى الذاكرة مخاطر ازدحام المدار المنخفض وتراجع التنسيق بين المشغلين. كما أكدت أن الحادثة دفعت إلى مراجعة إجراءات السلامة والاتصال بين الجهات المعنية.
أوضحت شركة CAS Space الصينية أنها تعتمد إجراءات إلزامية لمراقبة الفضاء عند تحديد مواعيد الإطلاق بهدف تجنب الاصطدام بالأقمار أو الحطام الفضائي المعروف. وأشارت إلى أن الحادث وقع نحو 48 ساعة بعد انفصال الحمولة وبعد انتهاء مهمة الإطلاق، وهو ما يجعل التنسيق اللاحق بين المشغلين أمرًا حيويًا. وأضافت أن إجراءاتها تتضمن تتبّع المسارات وتحديث البيانات بشكل مستمر لضمان سلامة المسار المداري. وشددت على أن التعاون الدولي في هذا الشأن ضروري لتقليل مخاطر المستقبل.
تشير تقارير متخصصة إلى أن المدار الأرضي المنخفض يتتبع حاليًا أكثر من 24 ألف جسم، بين أقمار صناعية ونفايات فضائية. ويعزز وجود هذا الكم من الأجسام احتمال وقوع حوادث أكبر إذا لم تتوفر آليات تنسيق وتبادل معلومات فعالة. وتؤكد المصادر أن أنظمة تفادي الاصطدام وحدها لا تكفي بلا معلومات محدثة ومتاحة للمشغلين.
دعوة لتعاون دولي عاجل
تعكس هذه الحادثة الحاجة الماسة إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل بيانات المدار بشكل شفاف لضمان سلامة البنية التحتية الفضائية التي يعتمد عليها العالم في الاتصالات والملاحة والإنترنت. وتؤكد الدعوات على ضرورة وضع آليات مشتركة لتحديث المواقع والمدارات وتنبيه المشغلين في الوقت المناسب. كما يلح الخبراء على أهمية تعاون مشترك بين الدول والمنظمات الدولية والجهات الخاصة للحد من مخاطر ازدحام المدار المنخفض وتحقيق استدامة النشاط الفضائي.
