تؤكد الدراسات أن أعراض السكتة الدماغية لدى النساء غالباً ما تكون غير نمطية، مما يجعل تشخيصها أحياناً أكثر تعقيداً من الرجال. وتُشير إلى أن النساء قد يظهرن تدلّي الوجه أو صعوبة في الكلام بشكل أقل وضوحاً، مما يفتح الباب لتأخر الحصول على العلاج. ويحث أطباء الأعصاب على الانتباه إلى أن هذه الاختلافات قد تتسبب في تأخر الاستجابة الطبية وتزيد من مخاطر المضاعفات وربما الوفاة. وتعتبر هذه المسألة سبباً رئيسياً في أهمية التوعية المبكرة وطلب الرعاية الطبية السريعة عند الاشتباه بحدوث سكتة دماغية.
أعراض غير نمطية لدى النساء
تشير البحوث إلى أن النساء قد يظهرن أعراضاً غير نمطية من بينها تعب شديد مفاجئ أو ضعف عام دون سبب واضح، إلى جانب ارتباك أو فقدان الذاكرة أو صعوبة في التركيز. كما قد تتبدل المزاج أو الحالة النفسية فجأة وتظهر أعراض مثل الغثيان أو الدوار دون تفسير واضح. وتكون هناك أيضاً أعراض جسدية مثل ألم في الصدر أو خفقان القلب وضيق في التنفس. وفي حالات أخرى قد تلاحظ النساء صعوبة في البلع أو فقدان الوعي بشكل مفاجئ، ما يجعل التمييز بين النوبة والظروف الأخرى أمراً صعباً ولكنه خطير.
يحذر الأطباء من أن هذه الإشارات قد تبدو مشابهة للإجهاد أو القلق أو الصداع النصفي، لذا قد يتم تجاهلها أو تأجيل الطلب على الرعاية. وتظهر أهمية إدراك وجود فروق بين الأعراض عند النساء والرجال في الوعي المبكر بالعلامات. كما أن تشخيص النوبة الدماغية يتطلب تقييمًا سريعًا من الفريق الطبي لتقليل المخاطر وتحسين فرص الشفاء.
أسباب الاختلاف بين النساء والرجال
يربط الخبراء الاختلاف في الأعراض بين النساء والرجال بعوامل بيولوجية وصحية خاصة بالنساء مثل التغيرات الهرمونية خلال الحمل وانقطاع الطمث واستخدام العلاجات الهرمونية، وهو ما يؤثر في ضغط الدم وتجلّط الدم وصحة الأوعية الدموية ويزيد من خطر السكتة. وتزداد لدى النساء أيضاً احتمالية وجود أمراض مناعية ذاتية وصداع نصفي، وهي حالات ترتبط بصورة عالية بخطر السكتة الدماغية وظهور علامات غير تقليدية. إضافة إلى ذلك، تشكل مضاعفات القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالحمل والولادة عامل خطر إضافياً يؤثر في مراحل لاحقة. وأخيراً، يظهر الإرهاق المزمن كعامل مميز غالباً ما يعبر عن أعراض عامة أكثر من موضعية، خلافاً للرجال الذين يميلون إلى أعراض محددة كالخدر أو اضطرابات الرؤية المفاجئة.
عوامل الخطر المشتركة
رغم اختلاف الأعراض، ما زالت عوامل الخطر التقليدية تؤثر في كل من النساء والرجال وتشمل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والسمنة وقلة النشاط البدني وأمراض القلب. ويختلف تأثير هذه العوامل بين الجنسين في الشدة وقد يؤدي إلى تفاوت في احتمال حدوث السكتة وتفاوت في قوّة الأعراض. كما يظل الالتزام بمراقبة ضغط الدم والكوليسترول والتحكّم بالوزن من العوامل الأساسية للحماية. وتساعد الوقاية المبكرة في تقليل مخاطر الإصابة ومضاعفات النوبة الدماغية لدى الجميع.
الوقاية لدى النساء
ينصح الخبراء باتباع إجراءات وقائية من بينها ضبط ضغط الدم والكوليسترول، وكذلك التحكم بمستويات السكر في الدم. كما يُحث على اعتماد نظام غذائي صحي للقلب يتضمن الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، وتقليل الملح والسكريات والدهون غير الصحية. إضافة إلى ذلك، يجب ممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً والامتناع عن التدخين وادارة التوتر والنوم الكافي. كما يُشجع على مناقشة العوامل الخاصة بالنساء مع الطبيب، خاصة العلاجات الهرمونية وكيفية تأثيرها على المخاطر.
الوعي والحياة
تشدد المؤسسات الصحية على أن الوعي بالفروق في الأعراض بين النساء والرجال قد يخلق فرقاً حاسماً بين البقاء في الحياة والتعرض لإعاقة دائمة. وتؤكد الرعاية الطبية السريعة أن التدخل الفوري يقلل من المخاطر ويعزز فرص التعافي، ما يبرز أهمية الاتصال بخدمات الطوارئ عند الاشتباه بأي علامات نوبة دماغية. وتظهر الرسالة أنه بدون تدخل مبكر قد تزيد نسبة المضاعفات وتقل فرص الاستعادة الكاملة.








