رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

علامات تحذير من تحول نزلة البرد إلى التهاب رئوي وطرق الوقاية

شارك

تشير التقديرات الصحية إلى أن فصل الشتاء يرفع احتمالات الإصابة بالأمراض التنفسية الحادّة، وعلى رأسها الالتهاب الرئوي، خاصة إذا لم يتم التعامل مع الحالة مبكرًا. يسبّب المرض التهابًا في أنسجة الرئة مما يضعف القدرة على التنفّس الطبيعي، وغالبًا ما تكون مخاطره أكبر لدى كبار السن والأطفال ومن يعانون أمراض مزمنة كالقلب والسكري. كما ترتبط الإصابات في الشتاء بتكاثف العدوى في الأماكن المغلقة وقلة التهوية وتراكم الرذاذ على الأسطح، وهذا يجعل الوقاية أكثر أهمية.

يتولد الخطر عندما تنتقل فيروسات وبكتيريا عبر الرذاذ أو لمس الأسطح الملوثة، وتجد طريقها إلى الجهاز التنفسي بسهولة عندما يضعف الجهاز المناعي بفعل البرد أو الإجهاد أو سوء التغذية. في درجات الحرارة المنخفضة، تضيق الشعب الهوائية قليلًا، ما يجعل الرئتين أكثر عرضة للالتهابات وتقل كفاءة الشعيرات التنفسية الدقيقة في طرد الميكروبات. ومع قلة التهوية في الأماكن المغلقة وتزايد الاختلاط خلال الشتاء، تزداد فرص انتقال العدوى من شخص إلى آخر.

يرتبط انخفاض حرارة الجو بتراجع المناعة لدى فئات معينة مثل المصابين بالسكري أو كبار السن أو المدخنين، فهذه الفئة تكون أكثر عرضة لتطور الالتهاب الرئوي من نزلة برد عادية. وتظهر المخاطر بشكل أوضح مع وجود أمراض مزمنة أو الإجهاد البدني. لذا تبقى الوقاية جزءًا أساسيًا من رعاية الصحة خلال الشتاء.

علامات الإنذار والتحذير

قد يبدأ الالتهاب الرئوي بأعراض تشبه الزكام العادي، لكنها تتطور بسرعة مع ارتفاع الحرارة والقشعريرة. كما يمكن أن يصاحبه ألم في الصدر يزداد مع التنفس أو السعال. ويظهر بلغم سميك يميل إلى اللون الأصفر أو الأخضر، مع ضيق في التنفّس أو زيادة سرعة التنفّس، وإرهاق وضعف عام في الجسم.

إذا استمرت الأعراض أكثر من ثلاثة أيام أو ازدادت حِدّتها، يجب مراجعة الطبيب فورًا لتجنّب المضاعفات، خاصة لدى كبار السن والمرضى الذين يعانون أمراض مزمنة. وتتطلب الحالات الأكثر خطورة تقييمًا سريريًا وصورة أشعة لتحديد مدى التقدّم وتحديد العلاج المناسب. فالتقييم المبكر يساعد في تقليل مخاطر تراكم السوائل حول الرئتين ونقص الأكسجين في الدم.

خطوات فعّالة للوقاية في موسم البرد

1. اللقاحات الوقائية: يوصي الأطباء بتلقي لقاح الإنفلونزا الموسمي لأنه يقلل احتمالية الإصابة ويقلل شدة الالتهابات التنفسيّة. كما أن لقاح المكورات الرئوية يسهم في تقليل فرص الإصابة بالالتهابات الرئوية الشديدة. ويفضّل الحصول على التطعيم قبل بداية موسم البرد لضمان حماية مستمرة.

2. تجنّب التدخين: التدخين يضعف الرئتين ويدمر بطانتهما، مما يسمح للبكتيريا والفيروسات بالدخول ويزيد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي. التوقف عن التدخين يحسن من كفاءة الجهاز التنفسي ويقلل المخاطر بشكل واضح. كما ينبغي تجنّب التعرض للدخان الناتج عن الآخرين كالتدخين السلبي.

3. المحافظة على التهوية الجيدة: تهوية المنزل والمكاتب تسمح بتجديد الهواء وتقليل تركيز الجراثيم المحمولة بالرشاشات والغرابات. توصي الإرشادات بفتح النوافذ بشكل منتظم أو استخدام أنظمة تهوية مناسبة. كما يعزز ذلك من راحة التنفس ويقلل مخاطر العدوى في الأماكن المغلقة.

4. غسل اليدين باستمرار: يغسل اليدين بالصابون والماء الدافئ لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد لمس الأسطح العامة أو عند السعال والعطس. يساعد ذلك في تقليل انتشار الجراثيم وتجنب نقل العدوى إلى العينين أو الأنف أو الفم. يمكن استخدام معقم اليدين حين لا يتوفر الماء والصابون كإجراء مؤقت ولكنه ليس بديلاً دائماً عن الغسل.

5. ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة: تقي الكمامة من فيروس الإنفلونزا وبعض الميكروبات المسببة للالتهاب الرئوي، لذا يوصى بارتداءها في الأماكن المغلقة والمزدحمة. تساهم في تقليل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة وزملاء العمل. اختيار كمامة مناسبة وارتداءها بشكل صحيح يعزز فاعليتها.

6. التغذية المتوازنة والنوم الكافي: يجب تناول أطعمة غنية بفيتامين C وD والزنك، وشرب كميات كافية من الماء، مع الحرص على النوم من سبع إلى ثماني ساعات يوميًا. يساهم ذلك في تقوية المناعة وجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة العدوى. كما يساعد التوازن الغذائي والنوم المنتظم في تقليل مخاطر الإصابة خلال الشتاء.

7. تجنّب الاتصال المباشر بالمرضى: حتى الإصابة بنزلة برد بسيطة قد تنتقل إلى شخص ضعيف المناعة، لذا من الأفضل الحفاظ على مسافة آمنة وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية. يحد ذلك من مخاطر التعرض للعدوى في أماكن العمل والأنشطة الاجتماعية. كما يُنصح بتقليل التلامس مع الأسطح الملوثة قدر الإمكان خلال فترات انتشار العدوى.

8. الحرص على النظافة التنفسيّة: استخدم المنديل الورقي عند السعال أو العطس وتخلص منه فورًا، وإذا لم يتوفر فحَوِّل السعال إلى المرفق. يساعد ذلك في تقليل انتشار الميكروبات في الأماكن العامة والمواصلات. الالتزام بإجراءات النظافة التنفسيّة يخفف من احتمال إصابة الآخرين بالعدوى خلال فصل الشتاء.

متى تتحول الوقاية إلى ضرورة طبية عاجلة؟

عندما تظهر أعراض تنفسيّة متكررة أو ضيق شديد في التنفّس، لا يجب الاكتفاء بالعلاجات المنزلية وحدها. يتطلب الفحص السريري وتصور الأشعة خطوة مهمة لتقييم صحة الرئتين والتأكد من عدم وجود مضاعفات. فالتشخيص المبكر والعلاج المناسب بالمضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات يمكن أن يمنعا مخاطر مثل تراكم السوائل حول الرئتين ونقص الأكسجين في الدم.

مقالات ذات صلة