تشارك دولة الإمارات مملكة البحرين الشقيقة احتفالاتها بعيدها الوطني، الذي يصادف 16 ديسمبر من كل عام. وتُمثل العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين نموذجاً استثنائياً للروابط الأخوية والتكامل الإقليمي، حيث تتجاوز أبعادها الدبلوماسية لتضرب بجذورها في عمق التاريخ المشترك وعلاقات النسب والمصاهرة والتواصل الحضاري والثقافي المتجذر بين الشعبين الشقيقين، وتستند علاقات البلدين إلى الأسس الصلبة التي أرساها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراهما.
وتواصل القيادتان الحكيمتان اليوم مسيرة تعزيز هذه الشراكة برؤية مشتركة ودعم مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظهما الله، وشهدت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين نمواً ملحوظاً وتنسيقاً وثيقاً في مختلف الأصعدة. ويشمل هذا التعاون المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مما يخدم المصالح المتبادلة ويحقق طموحات الشعبين في التنمية المستدامة.
ويشكل التنسيق بين الإمارات والبحرين بخصوص مختلف التطورات الإقليمية والدولية نهجاً مستمراً وثابتاً، حيث تحرص القيادة الرشيدة في كلا البلدين على التشاور الدائم، وتبادل الرؤى والأفكار؛ بهدف تعزيز العمل المشترك، ودعم أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى تحقيق المصالح المتبادلة والمنفعة المشتركة للشعبين الشقيقين.
السياسة الخارجية
تتبنى الإمارات والبحرين سياسة خارجية متزنة ومنفتحة، ترتكز على مبادئ احترام سيادة الدول، ومراعاة حسن الجوار، والالتزام بأحكام القانون الدولي. كما تضع هذه السياسة الحوار والتفاهم ركيزتين أساسيتين في بناء علاقاتهما مع دول العالم كافة، ولتعزيز هذا التعاون تتواصل الزيارات المتبادلة واللقاءات المستمرة بين كبار المسؤولين. وتبرز أهمية اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي تُعقد دورياً بهدف تطوير وتنمية أوجه التعاون القائم، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
يشكل البلدان إحدى دعامات العمل الخليجي المشترك داخل مجلس التعاون منذ تأسيسه عام 1981، ويعد هذا التوافق الاستراتيجي ركيزة أساسية لدعم منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة. ويتمثل التعاون في تنسيق مستمر في القضايا السياسية والأمنية، ودعم المبادرات الإنسانية والإغاثية، إلى جانب تعاون وثيق لتعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث تتطابق المواقف السياسية للبلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية انطلاقاً من دورهما الفاعل في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.








