أعلنت دراسة علمية حديثة أن الأرض في بداياتها احتوت على كمية مياه تفوق ما كان يُقدَّر سابقًا، ما يغيّر فهمنا لأصل المياه التي جعلت الكوكب صالحًا للحياة. وتوضح النتائج أن باطن الأرض العميق لعب دورًا أكبر في الاحتفاظ بمياه الكوكب منذ نشأته. وبحسب تقرير نشر في مجلة Science في 11 ديسمبر، ركّزت الدراسة على معدن بريدجمانيت أحد أقدم المعادن وأكثرها انتشارًا في الوشاح السفلي. وأظهرت ثلاث تجارب مخبرية صُممت لمحاكاة الظروف القاسية في أعماق الأرض أن هذا المعدن قادر على امتصاص ودمج جزيئات الماء داخل بنيته البلورية بما يفوق التوقعات السابقة.
تخزين المياه في الوشاح السفلي
ترتبط آلية التخزين لهذه المياه بأن الحرارة العالية تتيح لبريدجمانيت دمج جزيئات الماء ضمن تركيب البلورة. ويفيد ذلك بأن ماء المحيطات بدأ بتخزينه حين بدأت محيطات الصهارة تتبلور وتتصلب في عصر الهادين. وبمرور الزمن، انتقلت بعض هذه المياه عبر الصفائح والتدفقات العميقة لتكوين المحيطات على سطح الأرض. كما تفوق تقدير الماء في أعماق الوشاح السابقاً بمقدار يصل إلى مئة مرة، وقد يظل جزء من هذه المياه مخزوناً عميقاً حتى اليوم.
ويدعم هذا المخزون العميق تفسيراً لاستدامة مياه الأرض عبر مليارات السنين رغم النشاط الجيولوجي. يشرح ذلك لماذا حافظت الأرض على محيطاتها واستقرارها البيئي مقارنة بكواكب صخرية أخرى. ويُمثل وجود هذا المخزون العميق عاملاً داعماً للحياة كونه يضيف لمصدر المياه المتاح في سطح الكوكب.
