يؤكد خبراء التغذية أن اختيار الأطعمة أثناء التوتر ليس عشوائيًا بل يعكس إشارات كيميائية في الدماغ تسعى للمكافأة. وهي إشارة تستمر في التأثير على المزاج والطاقة حين يعتمد الشخص خيارات تدعم الاستقرار العصبي. تشير نتائج الدراسات إلى أن تناول السكريات أو النشويات البسيطة يرفع مستوى هرمون الكورتيزول ويقلل قدرة الجسم على الحفاظ على توازن المزاج. وبالتالي تتفاقم أعراض التوتر إذا لم تكن الخيارات الغذائية مدروسة.
يعرف المختصون أن السكريات والمخبوزات الصناعية تزيد تقلبات سكر الدم وتؤدي إلى هبوط سريع في الطاقة بعد ساعات. وتتسبب هذه الدورة في زيادة التوتر والتهيج وتدفع الفرد إلى مزيد من الرغبة في تناول السكر، فيرتد التوتر مرة أخرى. كما أن القمح ومنتجاته قد تخل بتوازن المزاج لدى من يعانون من حساسية الجلوتين أو ضعف امتصاصه، وهو ما يؤثر على إنتاج السيروتونين. وتتفاعل هذه التغيرات مع الإشارات العصبية فتزداد احتمالية القلق.
أطعمة تقود للهدوء
تؤكد الأبحاث أن الدواجن، خصوصًا الدجاج والديك الرومي، توفر التريبتوفان الضروري لإنتاج السيروتونين المسؤول عن الاستقرار العاطفي. يس helps التريبتوفان في تهدئة فرط النشاط العصبي وتحسين جودة النوم عند اختيار دواجن طبيعية خالية من الهرمونات. كما أن التوت بأنواعه يوفّر مضادات أكسدة تعزز صحة الدماغ وتقلل آثار الإجهاد الناتج عن القلق المزمن. وتعزز الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو الدوبامين والإندورفين وتقلل مستويات الكورتيزول إذا أُخِذت باعتدال.
الشاي والمشروبات الداعمة
يشير الشاي الأخضر إلى وجود الثيانين الذي يهدئ نشاط الدماغ ويعزز إنتاج GABA، مما يسهّل الاسترخاء دون النعاس. كما يُكمل ذلك الشاي بمزج مكونات مثل البابونج أو الرويبوص أو الميرمية، وكل منها له خصائص مهدئة طبيعية مدعومة بدراسات. وتُوصي المصادر بتضمين الخضراوات الورقية مثل السبانخ والبروكلي والسلق، لأنها غنية بالمغنيسيوم والفولات الضروريين لتنظيم المزاج. تناول طبق من السلطة الورقية يوميًا يمثل خطوة بسيطة نحو استقرار النفس قبل أي علاج دوائي.
التوازن النفسي يبدأ من الملعقة
يؤكد المختصون أن اختيار الطعام في فترات القلق ليس مجرد عادة عابرة، بل إجراء كيميائي يحدد استجابة الدماغ. استبدال الأطعمة المجهِدة للجسد بخيارات تعزز الهدوء يخفف التوتر تدريجيًا وبطريقة علمية. يبقى الالتزام بنظام غذائي متوازن عاملًا أساسيًا لاستعادة صفاء الذهن وتحسين المزاج على المدى الطويل.








