يناقش هذا النص ارتفاع ضغط الدم ويبيّن أنه من المشكلات الصحية المزمنة التي قد تمر بلا أعراض في البداية لكنها تتهيأ لتأثيرات خطيرة على المدى الطويل. يصف المصطلح الشائع بـ”القاتل الصامت” لأنه يبدأ غالباً دون إنذار ويؤثر تدريجيًا في القلب والشرايين والكليتين والدماغ. كما يوضح أن ارتفاع الضغط يضعف جدران الأوعية بمرور الوقت ويزيد مخاطر تصلّب الشرايين والنوبات القلبية. ويؤكد أن التشخيص الصحيح يعتمد على قياس أرقام الضغط بدقة وبشكل متكرر لا على الإحساس العابر، مع مراعاة أن القراءات قد تكون طبيعية أحياناً وتظهر المشكلة عند ارتفاعها المعتاد.
ما هو ضغط الدم ولماذا يرتفع؟
ضغط الدم هو القوة التي يندفع بها الدم عبر جدران الشرايين أثناء ضخ القلب. عندما تزيد هذه القوة عن المعدل الطبيعي لفترة طويلة، تتآكل الأنسجة داخل الأوعية وتزداد مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية. عادة ما يتأثر الضغط بعوامل مثل النظام الغذائي الغني بالملح وقلة الحركة والسمنة والتوتر النفسي والعوامل الوراثية. كما أن الإفراط في الكحول أو التدخين يعززان الخطر بشكل إضافي.
عوامل رفع الضغط
تشمل العوامل وراء ارتفاع الضغط النظام الغذائي الغني بالملح وقلة الحركة والسمنة والتوتر النفسي، إضافة إلى العوامل الوراثية. كما قد يزداد الخطر عند الإفراط في تناول الكحول أو التدخين. هذه العوامل قد تتفاعل مع بعضها لتدفع الضغط إلى مستويات أعلى وتؤثر على صحة الشرايين والقلب مع مرور الوقت.
كيف يتم قياس ضغط الدم؟
يقاس الضغط بجهاز خاص يلف حول الذراع يسمى الكفة الهوائية، وتُسجَّل النتيجة كطرفين. الانقباضي يمثل الضغط الناتج عن انقباض القلب، والانبساطي يمثل الضغط عندما يكون القلب في الراحة بين النبضات. القيم الأقل من 120/80 ملم زئبق تعتبر طبيعية، أما القيم الأعلى فتنذر بمراحل ارتفاع تحتاج متابعة أو علاج. يُنصح دائمًا بقياس الضغط في بيئة موثوقة وتسجيل المتوسط على مدار فترات مختلفة لضمان الدقة.
الأعراض المحتملة
رغم أن كثيراً من الحالات لا تظهر أعراض، قد يعاني بعض الأشخاص من صداع متكرر في خلفية الرأس أو عند الاستيقاظ، ودوخة أو تشويش في الرؤية نتيجة انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ. كما يمكن أن يشعر المصاب بخفقان في القلب أو ضيق في التنفس مع بذل جهد بسيط. قد تحدث نزيف الأنف في الحالات الشديدة، كما قد يشعر البعض بثقل في الصدر أو خدر في الأطراف. تعتبر هذه الإشارات الإنذارية من المؤشرات التي تستدعي فحصاً طبياً عاجلاً، خاصة إذا تكررت أو ارتفعت شدتها.
متى تستدعي القراءة زيارة الطبيب؟
عندما تتجاوز القراءة 180/120 ملم زئبق تصبح الحالة طارئة وتتطلب تدخلًا فوريًا. وإذا ظهرت أعراض مثل ألم في الصدر، صعوبة في الكلام، ضعف مفاجئ، أو اضطراب في الرؤية، فهذه علامات لخطر السكتة الدماغية أو النوبة القلبية. في هذه الحالات لا يجوز الانتظار أو الاعتماد على قراءة منزلية إضافية، بل يلزم الاتصال بخدمات الطوارئ على الفور. يوصى بتقييم الضغط بشكل منتظم وتوثيق القراءات بين الزيارات الطبية لتقييم الاتجاه العام.
المراقبة والوقاية
ينبغي قياس الضغط مرة سنويًا على الأقل للأشخاص الأصحاء فوق عمر العشرين، ويزداد التكرار عند وجود تاريخ عائلي أو أمراض مزمنة مثل السكري أو السمنة. كما يفضل استخدام جهاز موثوق في المنزل لمتابعة الضغط بين الزيارات الطبية مع الاعتماد على متوسط قراءات متعددة لا قيمة لقراءة وحيدة. تلعب المراقبة المنتظمة دورًا رئيسيًا في اكتشاف الارتفاع مبكرًا وتوجيه العلاج إذا لزم. وتساهم الاستمرارية في متابعة الضغط مع تغييرات نمط الحياة في تقليل مخاطر المضاعفات مثل السكتة القلبية والانسداد.
تعديل نمط الحياة لضبط الضغط
لا يقتصر ضبط ضغط الدم على الأدوية فقط، فالتغييرات في نمط الحياة تكون فعالة جدًا. يمكن أن يساعد تقليل الملح في الطعام، وممارسة نشاط بدني منتظم، والإقلاع عن التدخين، والحد من التوتر النفسي المستمر على الحفاظ على صحة القلب. كما أن الحفاظ على وزن صحي وتجنب الكحول المفرط يدعمان استقرار الضغط. بهذه العادات تتحسن صحة الشرايين وتقل مخاطر المضاعفات المستقبلية.








