استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فخامة دانييل نوبوا، رئيس جمهورية الإكوادور، بحضور معالي غابرييلا سومرفيلد وزيرة الخارجية والحراك البشري في الإكوادور، ومعالي ساريها مويا وزيرة الاقتصاد والمالية، ومعالي روبرتو كارلوس كوري بيسانتيس وزير الاتصالات ومجتمع المعلومات والمبعوث الخاص للإكوادور إلى دولة الإمارات، في أبوظبي بتاريخ 6 ديسمبر 2025، ضمن زيارة رسمية للدولة.
أكد الاجتماع الأول من نوعه على الأولويات الإستراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي وتثبيت شراكة متنامية بين الإمارات والإكوادور، في إطار خمسين عاماً من العلاقات، مع تأكيد التزام البلدين بدعم الازدهار والاستقرار والتنمية المشتركة.
التقى فخامة الرئيس دانييل نوبوا خلال زيارته الرسمية إلى الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وتناولت اللقاءات أهمية تعزيز التعاون الثنائي وفرص التعاون في التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والقطاع اللوجستي والطاقة المتجددة.
الخطوات والإجراءات العملية لتعزيز الشراكة
وجدد الجانبان الالتزام بدفع الشراكات الاستراتيجية وتوسيع آفاق التعاون لدعم النمو الاقتصادي المستدام، ورحبوا بافتتاح السفارة الإكوادورية في دولة الإمارات، التي دُشّنت رسميًا في 7 ديسمبر 2025، بوصفها خطوة مهمة لتعزيز التواصل الدبلوماسي وتسهيل التبادل التجاري وربط الشعبين.
ورحب الطرفان بافتتاح مكتب الإكوادور التجاري في دبي المتوقع في 2026، والذي سيُفتتح على هامش القمة العالمية للحكومات، ما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي بين الإمارات والإكوادور على المدى الطويل.
وأكّدا سعيهما إلى استكمال اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة وتوقيعها خلال الربع الأول من عام 2026، كما أشادا بجهود الإكوادور لتحسين بيئة الاستثمار وتنويع الاقتصاد، وبمكانة الإمارات في الموانئ واللوجستيات والطاقة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي.
التعاون في المجالات الحيوية والتقنية
جرى التأكيد على تعزيز التعاون في التجارة والاستثمار والصحة والتنمية الاجتماعية وتوطيد العمل المشترك في مجالات الطاقة والاستدامة والعمل المناخي، وتوسيع التعاون الاقتصادي في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، مع إشادة الدور المحوري للتعاون في دعم التنمية المستدامة وتلبية الأولويات الوطنية في البلدين.
وشدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي والأمن السيبراني، بما يشمل تعاوناً بين المؤسسات المعنية، إلى جانب إطلاق برنامج تمكين 10,000 شاب من الإكوادور بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، لتدريبهم في مهارات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وهندسة الأوامر.
كما رحبا بتقديم الإمارات منحاً دراسية للطلاب الإكوادوريين للدراسة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة نيويورك أبوظبي، مع التأكيد على أهمية الدراسات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي لتطوير الكفاءات وعمق الشراكة.
وتمت الإشارة إلى فرص تعزيز التعاون العلمي، منها إمكانية تنظيم بعثة بحث علمي إلى جزر غالاباغوس بدعم إماراتي وبالتعاون مع مؤسسة تشارلز داروين، والتركيز على الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز مرونة النظم البحرية وتبادل المعرفة لدعم الأهداف البيئية العالمية.
كما اقترحت الإمارات بحث أطر لتوطيد التعاون بين مؤسسات البلدين لتعزيز الأبحاث المشتركة وبناء القدرات والابتكار في مجالات الحفاظ على البيئة واستعادة النظم الإيكولوجية، مع التأكيد على حماية الطبيعة والمرونة البيئية كأولويات عالمية، وتنسيق الجهود لمواجهة تغير المناخ وتراجع التنوع البيولوجي.
إدارة الموارد المائية والقطاعات التنموية
ناقش الجانبان الدور المحوري لإدارة الموارد المائية وأهميته في الاستقرار والتنمية، مع الإشارة إلى المؤتمر العالمي للمياه 2026 الذي ستستضيفه الإمارات بالشراكة مع السنغال كمنصة عالمية لرفع وتنسيق قضايا المياه، ودعم الحلول المستدامة والمبتكرة.
واتفق الطرفان على تنسيق الجهود في إدارة الموارد المائية والحلول القائمة على الطبيعة والزراعة المقاومة لتغيّر المناخ، والاستفادة من الخبرة الإكوادورية في البيئة والمبادرات العالمية الإماراتية، بما فيها مبادرة محمد بن زايد للمياه.
وتناول اللقاء فرص التعاون في الإسكان وتيسير وصول الإكوادوريين إلى إسكان ميسور وتطوير الخدمات المجتمعية والتنمية الحضرية المستدامة ضمن آليات داعمة مشتركة.
الشراكات والاتفاقيات والفعاليات المستقبلية
جددت الإمارات والإكوادور التزامهما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي والحوار والتوصل إلى حلول سلمية للتحديات العالمية، مع ضرورة احترام القانون الدولي والتعاون متعدد الأطراف، كما رحبا بتأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإماراتية-الإكوادور وتوقيعها لاجتماعاتها الأولى في 18 نوفمبر 2025 لتعزيز التعاون البرلماني.
وقّع الجانبان خلال الزيارة عدداً من الاتفاقيات الرئيسية، منها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، ومذكرة تفاهم بشأن الممر التكنولوجي، وإعلان مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالات انتقال العمالة، مع الإشارة إلى خطة لعقد المنتدى الاقتصادي والاستثماري الإماراتي–الإكوادوري الثاني على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي عام 2026 كمنصة لتعميق التعاون وتوسيع الشراكة الاقتصادية.
وفي ختام الزيارة، عبّر الرئيس دانييل نوبوا عن شكره وتقديره لحسن الضيافة الإماراتية ودعمها المستمر، مؤكدين رغبة البلدين في بناء شراكة طويلة الأمد تعود بالمنفعة على الشعبين وتحقق الازدهار والاستقرار.








