رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أعراض مبكرة لارتفاع الكوليسترول ومتى تستشير الطبيب؟

شارك

خطر ارتفاع الكوليسترول على القلب والشرايين

يؤكد الأطباء أن ارتفاع الكوليسترول قد يخفي خطرًا صامتًا يهاجم الشرايين والقلب دون علامات واضحة. قد يظل الشخص منخرطًا في نشاطه اليومي وهو يتهيأ لتراكم الدهون داخل جدران الشرايين تدريجيًا. مع استمرار التراكم قد تزداد صعوبة تدفق الدم وتخفض قدرة القلب على العمل بفعالية، وهو ما يرفع احتمال الإصابات القلبية مع مرور الزمن. لذلك فإن الوقاية والفحص الطبي المبكر يظلان ضرورين مهما بدا الوضع صحيًا.

ينبغي أن نعرف أن ارتفاع الكوليسترول غالبًا لا يسبب أعراضاً في مراحله الأولى، بل يتراكم تدريجيًا قبل أن يكشف عن نفسه بآثار واضحة. يلاحظ الأطباء أن النتائج تكون أكثر وضوحًا عندما تتفاقم التضيقات وتصل إلى نظم الإمداد الدموي إلى القلب والدماغ. لهذا السبب يتطلب الأمر فحص دم بسيط للدهون بشكل دوري واتباع خطة صحية تقي من التقدم وتقلل من المخاطر.

علامات تحذيرية مبكرة

الإرهاق المزمن والشعور بالخمول من أبرز العلامات التي قد تشعر بها دون سبب واضح. نقص تدفق الدم إلى العضلات والدماغ يترجم إلى قلة الطاقة والتعب المستمر حتى مع فترات راحة كافية. قد يساء تفسير هذا العرض كإرهاق يومي، لكنه قد يكون دلالة مباشرة على ارتفاع الدهون الضارة في الدم. كما قد تظهر علامات جلدية مثل بقع صفراء تحت الجلد تعرف بالزانثوما أو حلقة حول القرنية تعرف بالقوس الشيخوخي.

ألم أو ضيق في الصدر عند الجهد قد يشير إلى بدء تأثير الكوليسترول المرتفع على الشرايين التاجية. ينجم عن تراكم الترسبات شعور بوخز أو انقباض في منطقة الصدر، وهو ما يستدعي فحصًا طبيًا فوريًا خاصة مع استمرار الألم. وغالبًا ما يكون مؤشرًا على وجود مشكلة قلبية تحتاج رعاية سريعة.

أعراض خاصة عند النساء

تشير بعض الدراسات إلى أن النساء قد يظهرن علامات مختلفة عن الرجال، مثل ألم في الفك أو الرقبة، أو غثيان وتعرق بارد أثناء الجهد. وتُسهم التغيرات الهرمونية بعد سن اليأس في رفع مستويات الكوليسترول الضار LDL وتقلل الكوليسترول الجيد HDL، ما يزيد من مخاطر أمراض القلب. وهذه التغيرات تبرز الحاجة إلى فحص الكوليسترول بشكل خاص للنساء وتقييم عوامل الخطر بصورة دقيقة.

متى تستدعي زيارة الطبيب؟

يجب عدم انتظار ظهور أعراض واضحة، فالكوليسترول غالبًا يعمل في الخفاء. يوصى بإجراء فحص دم شامل لمستويات الدهون مرة كل عامين لمن هم دون الأربعين، وكل ستة أشهر لمن لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب. يجب التوجه للطبيب فورًا إذا ظهرت علامات مثل الألم المتكرر في الصدر أو الرقبة، أو التنميل في اليدين أو القدمين، أو الدوار المتكرر، أو تعب غير مبرر.

أهمية التشخيص المبكر

التشخيص المبكر هو الهدف الأساسي لتجنب مضاعفات ارتفاع الكوليسترول، فببساطة يمكن للطبيب من خلال تحليل الدهون وضع خطة وقائية مناسبة. تشتمل الخطة على تعديل النظام الغذائي والنشاط البدني واستخدام الأدوية عند الحاجة، بما يقلل من تراكم الدهون وتصلب الشرايين. يساعد الالتزام بتلك الخطة في تقليل خطر النوبات القلبية وسكتة الدماغ مستقبلاً بشكل ملموس. وجود وعي مبكر وتحرك سريع يعزز فرص المحافظة على صحة القلب والشرايين حتى مع وجود مستويات مرتفعة من الكوليسترول.

مقالات ذات صلة