أعلنت البلوجر الإيرانية أناهيتا ناتشو أنها خضعت لـ388 عملية تجميل، وأنها لم تتناول الطعام منذ ثماني سنوات. أشارت إلى أن حضورها على وسائل التواصل ارتفع خلال أيام قليلة بعد ظهورها في بودكاست شهير في إيران، وأن التصريحات أحدثت صدى واسعًا وتصدرت النقاشات حول معايير الجمال. وبحسب موقع Tirdadname الإيراني، تزايد الاهتمام بها وتواترت الأسئلة حول صحة ادعاءاتها وصدقيتها. كما أكدت أنها لا تخشى من عواقب ما أعلنت، وتخطط لإجراء المزيد مستقبلًا.
تصريحات وتأثيرها
ظهرَت أناهيتا بمكياج كثيف وجنتين بارزتين وشفاه ممتلئة، وارتدت ملابس لافتة أبرزها القبعات الفروية، ما جعل كثيرين يشبّهونها بالشخصية الكرتونية هارلي كوين وأطلقوا عليها لقب “هارلي كوين الإيرانية”. تداولت مقاطع لها وهي تتحدث بثقة عن تحولات جسدها وتلقّيها نجاحًا كبيرًا عبر منصات التواصل، فتصدر وسمها الترند وتدفقت مشاهداتها من مختلف المستخدمين. أثارت هذه الإطلالة والحديث عن التحولات جدلاً واسعًا بين المستخدمين ونشطاء الشبكات.
تؤكد أنها خضعت لـ388 إجراءً جماليًا بتكلفة تقارب 50 مليون دولار، وتخطط لإجراء المزيد مستقبلًا. غير أن هذه الأرقام قوبلت بتشكيك واسع من المتابعين والمتخصصين، خاصة عند مقارنتها بالأرقام الرسمية التي تسجلها الجهات المعنية. بحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، يعود الرقم القياسي لأكبر عدد من عمليات التجميل إلى الأمريكية سيندي جاكسون التي أجرت نحو 52 عملية منذ عام 1988، بينها 9 عمليات كبرى، وتكلفتها الإجمالية تتجاوز 100 ألف دولار. الغياب الواضح لاسمها في سجل رسمي أو جهة طبية موثوقة يثير تساؤلات حول صحة الادعاءات.
التقييم الطبي والردود العلمية
تشير ادعاءات غذائية مثيرة للقلق إلى أنها لم تتناول طعامًا صلبًا منذ ثماني سنوات وتعيش على القهوة فقط للحفاظ على رشاقتها. يحذر الأطباء وخبراء التغذية من مثل هذه التصريحات لأنها قد تقود إلى اضطرابات أكل وتعرض الصحة للخطر، خصوصًا بين المراهقين الذين يتأثرون بمثل هذه الرسائل. وتبرز آراء الخبراء أن الاعتماد على مشروبات لا تحتوي على عناصر غذائية أساسية لا يمكن أن يحل محل الطعام الصحي. لذلك يرى كثيرون ضرورة توخي الحذر عند تداول مثل هذه المعلومات عبر المنصات.
تظهر التناقضات في خطابها حين تصف نفسها بأنها مستشارة نفسية وتؤكد أن جوهر الإنسان أهم من مظهره، وهو ما يعكس فروقًا بين التصريح والممارسة. هذه المفارقة أدت إلى تشكيك واسع في مدى مصداقيتها كحالة حقيقية وتفاقم الجدل حول هدف وجودها على المنصات. يلاحظ بعض المراقبين أن المحتوى قد يخدم هدفًا استعراضيًا أو ترويجيًا لأغراض تجارية أكثر منها تجربة شخصية موثوقة.
ردود الفعل المجتمعية
مع انتشار قصتها، يلاحظ انقسام في الرأي العام الإيراني بين السخرية والاستغراب والقلق. يرى بعض المتابعين أن ما تقدمه مجرد محتوى صادم لجذب الانتباه أو دعم عيادات التجميل، بينما يعبر آخرون عن مخاوف حقيقية من تأثيرها على الفتيات الصغيرات ويدعون إلى تنظيم المحتوى ومراقبته بشكل أكثر صرامة.








